طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الجمعة السلطات اللبنانية بإنهاء ظاهرة حرق النفايات المنتشرة في كافة أنحاء البلاد والتي تشكل خطرا على صحة المواطنين وانتهاكا لالتزامات لبنان الدولية.
واعتبرت المنظمة في تقرير بعنوان "كأنك تتنشق موتك" أن "حرق النفايات في الهواء الطلق خطر، لكن يمكن تجنبه، وهو نتيجة عقود من عدم تعامل الحكومة مع النفايات الصلبة بطريقة تحترم القوانين البيئية والصحية المصممة لحماية الناس".
وأكدت المنظمة أن "عدم اتخاذ السلطات خطوات لإنهاء حرق النفايات في الهواء الطلق في مختلف أنحاء لبنان يعرض السكان المجاورين لمواقع الحرق لمخاطر صحية، وينتهك حقهم بالصحة".
ويشكل ذلك أيضا وفق المنظمة انتهاكا لالتزامات لبنان بموجب القانون الدولي.
وقال وائل حميدان مدير الشبكة العالمية للمناخ إن الحكومة اللبنانية لا تبذل "جهودا كبيرة لحل هذه الأزمة".
وأضاف لـ"موقع الحرة" أن السلطات "ليست لديها استراتيجية كاملة لإدارة النفايات الصلبة. وهذه الأزمة ليست إحدى أولويات الحكومة"، علما أن لبنان ينتج يوميا أكثر من ستة آلاف طن من النفايات، وفقا للأرقام الرسمية.
وفي عام 2015 عانت العاصمة بيروت ومناطق عدة من أزمة لم يسبق لها مثيل، إذ اكتظّت الشوارع بجبال من النفايات، وهي أزمة ولدت تحركات شعبية حاشدة منددة.
وفي آذار/مارس من العام 2016، وضعت الحكومة خطة مؤقتة، قررت فيها إعادة فتح اثنين من المكبات في محيط بيروت. لكن هذا الأمر لا يخلو من المشكلات، فبسبب الإنتاج الكبير للنفايات سيصبح المكبان متخمين بحلول خريف العام 2018.
وطالبت المنظمة لبنان إنهاء حرق النفايات في الهواء الطلق وتطبيق استراتيجية وطنية مستدامة لإدارة النفايات، تتماشى مع أفضل الممارسات في مجالي البيئة والصحة العامة".
ونقلت هيومن رايتس ووتش عن سكان معاناتهم نتيجة حرق النفايات من "مشاكل تنفسية مثل الانسداد الرئوي المزمن، السعال، تهيج الحلق، والربو".