منذ عام 2003 والعراق يحاول تطوير قدراته العسكرية عبر تجهيزه بالقدرات العسكرية سواء من الولايات المتحدة الأمريكية او من اي منشأ آخر من اجل رفع قدرته للوقوف بوجه التحديات التي تعترض امنه وسيادته،وبالرغم من عدم إيفاء هذه الدول بوعودها التي قطعتها للعراق في تجهيزه بالسلاح إلا ان التهديدات التي تعرض لها من قبيل المجاميع الارهابية والحرب الطائفية منذ عام 2004 وبقدراته العسكرية البسيطة التي يمتلكها لم تثنه من الوقوف بوجه هذه العصابات وهزيمتها وتحرير ارضه من عصابات داعش،ولكن بقيت الإمكانيات العسكرية قليلة وبسيطة لا ترقى إلى مستوى التطور الذي يشهده العلم العسكري وآلياته ووسائله التي بدأت بالذهاب نحو استخدام الذكاء الاصطناعي،وبالرغم من تصريحات المسؤولين العسكريين عن قدرة الجندي العراقي الا أن هذه القدرة ترتكز على الأساس العقيدي فقط وليس على أساس تطور التجهيز العسكري وتوفير الإمكانيات العسكرية له وكما هو معمول به الدول المتقدمة او التي تفتخر بجيوشها على مر التاريخ .
سماء العراق هي الأخرى ما زالت محتلة من قبل التحالف الدولي،والذي لا يسمح للعراق بامتلاك حتى إمكانيات الدفاع عن ارضه وسماءه ضد اي تهديد،بل وصل الحال إلى عدم تجهيز الطائرات التي ادعت واشنطن انها جهّزتها لسلاح الجو العراقي باي تكنولوجيا حديثه تتسق وحجم التطور الذي يشهده الطيران الحربي،او مع طبيعة المعركة التي يسيطر فيها العدو الصهيوني على الجو وربما يحقق فيها بعض النقاط في ضربة للبنى التحتية والأبرياء،وهذا ما يريده التحالف الدولي في ان يبقى العراق(مباح) من قبل الجميع وتحديدا الكيان الاسرائيلي والذي يحاول استفزازه ودفعه باتجاه الحرب وتوسيعها في الشرق الأوسط، وان يبقى ضعيف غير قادر على حماية امنه وسيادته التي تستباح يومياً من قبل الادارة لأمريكية وسماءه تحت سطوة (المسيرات) الأمريكية والاسرائيلية على حد سواء .
التهديدات التي يوجّهها الكيان الاسرائيلي للعراق بحجة دور الفصائل المسلحة العراقية في ضربه لم تكن جديدة،فلقد كان الصهاينة يمارسون الحرب العلنية ضد العراق ويحاولون جره إلى حرباً مفتوحة،وهذا ما شهدناه في حربه ضد غزة وجنوب لبنان،إذ يسعى فيها الكيان الصهيوني من تحقيق نصراً عبر فتح الجبهات وتوسعة الحرب على أمل تحقيق بعض الانتصارات لتعويض فشله المتكرر داخلياً او على جبهتي غزة وجنوب لبنان والتي تميزت فيها المقاومة هنا بالإدارة العالية للمعركة،والقدرة على مسك الارض والضربات النوعية لمحور المقاومة فيها .
نعم...ربما العراق لا يمكنه صد الهجوم الاسرائيلي المزمع ان يقوم الكيان الاسرائيلي في ضرب المواقع العسكرية والحيوية العراقية وربما يذهب أبعد من ذلك في أستهداف الشخصيات العسكرية والسياسية العراقية، وهذا الامر ليس بجديد على العراق في الاستهداف من قبل الكيان الاسرائيلي، خصوصاً وأن العراق مستهدف ليس الآن بل منذ عشرات السنين من قبله،بدء من ضرب المفاعل النووي العراقي وإنتهاء باستهداف قياداته بعد عام 2003 .
الولايات المتحدة الامريكية عليها مسؤولية قانونية تجاه العراق،خصوصاً في ظل أجواء الاتفاقية الاستراتيجية التي وقعت بين العراق وواشنطن والتي ترسم خارطة العلاقة وتحدد طبيعة هذه العلاقة وان لاتقف مكتوفة الايدي امام أي تجاوز على السيادة العراقية،خصوصاً وان هناك جهود جدية تبذل من قبل الحكومة العراقية في إبعاد العراق عن أي حرب يمكن ان تتسع في المنطقة،وان يتحول الى ساحة حوار لا ساحة حرب ومنطلق الى التهدئة فيها .