كانت تحتضن نازحين.. إسرائيل تقصف كنيسة القديس بورفيريوس في غزة
استنكرت بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس، القصف الإسرائيلي الذي استهدف أحد مباني كنيسة القديس بورفيريوس في مدينة غزة، مساء أمس الخميس، والتي تقع على بعد أمتار من المستشفى العربي الأهلي المعمداني الذي ارتكبت فيه إسرائيل مجزرة، راح ضحيتها مئات الشهداء.
وكانت وزارة الداخلية في قطاع غزة، أعلنت مساء أمس الخميس استشهاد وإصابة "أعداد كبيرة" من المدنيين في "مجزرة جديدة ارتكبتها القوات الإسرائيلية" بحق مئات النازحين داخل كنيسة الروم الأرثوذكس بمدينة غزة.
وقالت الوزارة، في بيان مقتضب على تلغرام: "مجزرة جديدة يرتكبها الاحتلال بحق مئات النازحين داخل كنيسة الروم الأرثوذكس بمدينة غزة، ووقوع أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى".
بدورها، قالت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، إن استهداف الكنيسة، هو "جريمة حرب، تضاف لسلسلة جرائم الاحتلال المتواصلة تجاه المدنيين الفلسطينيين ودور العبادة"، وذلك في بيان فجر اليوم الجمعة صدر عن رئيسها، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن "طيران الاحتلال قصف كنيسة القديس بورفيريوس التي لجأ إليها مئات النازحين، في حي الزيتون جنوب غزة، ما أدى إلى استشهاد ثمانية مواطنين، بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات بجروح مختلفة".
ولفتت إلى "أن شهداء وجرحى ما زالوا تحت الركام، وتحاول طواقم الإنقاذ والإسعاف الوصول إليهم".
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن "القصف أدى إلى انهيار مبنى مجلس وكلاء الكنيسة بالكامل، والذي يؤوي عددًا من العائلات الفلسطينية، المسيحية والمسلمة التي لجأت إلى الكنيسة بحثا عن "مكان آمن".
وقالت بطريركية الروم أرثوذكس بالقدس في بيانها: "تستنكر بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، بأقوى العبارات، القصف الإسرائيلي الذي طال أحد مباني كنيستها في مدينة غزة".
وأضافت البطريركية أن استهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها، بالإضافة إلى الملاجئ التي توفرها لحماية المواطنين الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء الذين فقدوا منازلهم جراء القصف الإسرائيلي للمناطق السكنية خلال الثلاثة عشر يومًا الماضية، يشكل جريمة حرب لا يمكن تجاهلها.
وتابعت البطريركية في بيانها: "على الرغم من التعرض الواضح لمرافق وملاجئ بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية والكنائس الأخرى، والمستشفى المعمداني والمدارس والمؤسسات الاجتماعية الأخرى، إلا أنها مع بقية الكنائس مصممة على مواصلة أداء واجبها الديني والأخلاقي بتقديم المساعدة والدعم والمأوى للأشخاص الذين يحتاجون إليها".
وأضافت أن ذلك سيستمر "حتى وسط المطالب المستمرة من الجانب الإسرائيلي بإخلاء تلك المؤسسات من المدنيين، والضغوط التي تمارس على الكنائس في هذا الصدد".
وأكدت البطريركية أنها لن تتخلى عن واجبها الديني والإنساني المستمد من قيمها المسيحية لتقديم كل ما يلزم في أوقات الحرب والسلم على حد سواء.
في اليوم الرابع عشر المتتالي للعدوان الإسرائيلي على غزة، تواصلت الغارات على القطاع مستهدفة مناطق متفرقة ما أدى إلى سقوط مزيد من الشهداء والجرحى، بينما يترقب العالم إمكان فتح معبر رفح مع مصر لإدخال مواد طبية وغذائية ضرورية للقطاع المحاصر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي والمحروم من الماء والغذاء والوقود وكل ما هو ضروري للحياة.