المغرب كأغلبيةٍ سُكانيةٍ قروية وخضرية مقبل على سَنَةٍ أسوأ ممّا بقي على انتهائها ثمانية وأربعين ساعة ، بالرغم من مظاهر التقدُّم والازدهار التي يُسَوّقها في الخارج بكيفية مكثفة بواسطة المحسوبين على معاكسة الواقع كباعَة ، لأوهامٍ براقة رتّبتها سياسة رسمية على الهواء الملوَّث بتبعية عمياء مُذاعة ، النافذة وسط ما تراه استمراراً لمصالح أصحابها المحاطين بما يُدخل على وجودهم في المملكة المغربية كل السعادة ، المُكسّرة قواعد حقوق الطبقات المصنّفة (لدى جهة مسؤولة معيَّنة) بكونها راضية صامتة على أي حيف به جورا مطلية بأي صباغة ، حسب الظروف واحتياج فلكلور مُقام خلال مناسبات فقدت بتكرارها تلك القناعة ، الخاسرة بالتقادم ما تفرضه كبدعة ، وضلالة ونار يوم النشور لكل مرتكب لها لاسِعة .
ليس وباء "كرونا" مَن سَطَّر في جلّ الألباب اليأس الظاهر على وجوه تلك الطبقات الضّخمة العدد في الانتشار عبر مساحات الوطن لطبيعة توفّرها على نعمة المناعة ، بل وباء الشَّطط والإقصاء والتهميش والأخذ ببلاغات منعدمة الشرعية تنغيصا على الحياة الاجتماعية لتسعين في المائة من ساكنة البلاد وما لحقوقها الانسانية مانعة .
على الصعيد الخارجي انطلاقاً من اسبانيا الحديث صريح وواضح عن مصادر مطّلعة لا تُخفي عن العامة ما يؤهلها لفهم الحقائق ، و خلق ما يُطمئن سكان المدينتين المغربيتين المحتلتين "سبتة" و"مليلية" بكون المغرب الرسمي بوضعيته الحالية غير قادر على مواجهة متطلبات أي رغبة يظهرها اتجاه المغاربة باسترجاع المدينتين المذكورتين لا غير ، بل يخشى ما قد يترتب إن صحَّت رغبته في ذلك أصلا عن اضطرابات لا يُحمد عقباها ، والجزائر عازمة بمساندة روسية إيرانية على الشروع في جر المملكة المغربية إلى مواجهة لم ولن تشهد المنطقة لها مثيل إن حصلت ، من الصعب أن تشارك فيها الولايات المتحدة الأمريكية بتدخل مباشر يشبه ما تقوم به لحظة يقينها أن إسرائيل معرضة لمخاطر حقيقية ، حتى المانيا ستنأى بنفسها لما يهمها رفقة فرنسا وايطاليا وتركيا ومصر ليكون لها نصيب من مغانم ليبيا المندمجة ستكون في مرحلة صراع مع البقاء قبل تقسيمها على مراحل زمنية قد تطول ، لأجزاء تُضاف لنفوذ جهات أجنبية متعددة ، أما الخليج العربي تكون ايران مكلفة بخلق كل القلاقل لإضعاف دول ترى فيها الأكثر عداء لمسيرتها نحو تحقيق ما تألمت كثيرا من أجل الوصول إليه ، وبخاصة المملكة السعودية التي وإن تقرّبت إلى الصين لن تحصل إلا على المزيد من تضييق الخناق عليها من طرف الولايات المتحدة الأمريكية .
بالتأكيد ما قد يتعرَّض له المغرب عائد للسياسة الخارجية التي اعتمدها مختبئا وراء الادارة الأمريكية ولحد ما بتنسيق مع إسرائيل ، معتبراً أنه بذلك يسعى لتحصين مغربية الصحراء ، علما أن الصحراء مغربية وستبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، والسرّ في ذلك كامن في إرادة الشعب المغربي وقوته في الدفاع عن نفسه وأرضه ومصالحه ، و الانسجام مع كل سياسة تسعى للحفاظ على حقوقه ومنها الحرية في اتخاذ قراراته المصيرية دون الخضوع لأي قوة مهما كانت خارجية ، ومنها مساندة الشعب الفلسطيني العظيم في كفاحه اليومي الشجاع حتى استرجاع استقلال دولته وعاصمتها القدس ، ومنها العودة للحوار الأخوي الإنساني في أسمى مقومات التضامن المبني على نبل قيم الجوار مع الشعب الجزائري الشقيق ، تطفو عليه بلغة التوافق والتسامح ونسيان الأخطاء المُرتكبة مهما كان الطرف الصادرة عنه ، لتحقيق السلام المحافظ على استمرارية الوئام ، وضبط التساكن والتعايش والتآزر المبني على حسن النوايا وفضائل المقاصد يومه وغدا وعلى الدوام . (للمقال صلة)
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي