لماذا أصبحت أعيادنا .. كسائر أيامنا ؟!!

الأحد 16 مايو 2021 4:38 م

 لماذا أصبحت أعيادنا الإسلامية.. كسائر أيامنا ؟!  ولماذا إفتقدنا السعادة والفرحة التي كانت تُزين أنفسنا وبيوتنا في أيام العيد ، ولماذا أصبحت أيام العيد شبيهة بباقي أيام العام ، تأتي وتمضي بلا قُدسية ودون أن نشعر بفرحتها مثل أيام أعياد زمان !! 
أما عِيديْ الفطر والأضحي.. فمن المفترض أن لهما طقوس معينة ، تبدأ بليلة العيد .. فتري الفرحة في أعين الناس ، وإذا تلمس السعادة قلوبهم ، وتتزين ألسنتهم بحُسن الكلام وجميل العبارات المُهنئة بحلول العيد ..أما أغاني العيد فكانت إحدي الطقوس البارزة للإحتفال بقدوم الأعياد التي ننتظرها مرتين من كل عام .
وفي صبيحة يوم العيد ، تتوافد الجموع الغفيرة في الساحات والخلاء والمساجد ، لأداء صلاة العيد ، وحالهم التكبير والتهليل وذكر الله كثيراً .. وعندما تنتهي صلاة العيد وخطبته ، يُسلِم المصلون علي بعضهم البعض ، متبادلين التهاني بحلول العيد السعيد.
كانت الناس تتقابل وتلتقي في الشوارع طوال يوم العيد ، فيتصافحوا بشوق وفرحة ، أما الآن فباتت الشوارع - يوم العيد - خالية من الناس إلا قليلاً منهم .. وكانت دور المناسبات ودواوير العائلات بالقري تُفتَح يوم العيد ، لإستقبال المهنئين بالعيد بأعدادهم الغفيرة ، لماذا غُلِقَتْ تلك الدواوير، وباتت تسكنها الأشباح وتملئها الأتربه .. لماذا تبدلت الأحوال للأسوأ.. يا سادة يا كرام ؟! 
والأعجب من ذلك ، أنه مع مرور السنين وتغيُر العصور أصبح الإستغراق في النوم الطويل هو العادة المُتَبعَة لتصريف ساعات العيد حتي ينقضي وينتهي يوم العيد ، أما الساهرون ليلة العيد حتي الفجر ، فيناموا مع مطلعِه ، غير منشغلين بهيبة يوم العيد ، ومثلهم مَن يحرصون علي صلاة العيد ، ثم الرجوع للمنزل قاصدين الفراش لأجل النوم العميق حتي عصر يوم العيد ، غير مستعدين ولا راغبين في زيارة أو إستقبال أحد ليُهنئهم بقدوم العيد المبارك !! ، 
وهل أصلاً أن شُرِعَتْ الأعياد لأجل النوم ؟! 
واأسفاه !! فلقد تضاءل كثيراً أمر التزاور والتهنئة بالأعياد .. حتي البيوت التي تُنظَف وتُنظَم إستعداداً للعيد ، باتت لا تجد زواراً لها يوم العيد مثلما كان في سالف الزمان ؟! حتي أن أهل البندر الذين تعودوا لسنوات طويلة علي الرجوع لمساقط رؤوسهم في الأعياد ، لأجل معايشة جو العيد مع أهلهم وذويهم ، خاصة بالريف المصري ، إعتزلوا تلك العادة السامية ، وإكتفوا  بتبادل المكالمات الهاتفية أو إرسال رسائل عبر مواقع التواصل الإجتماعي للتهنئة بقدوم العيد !!
ولربما أن فرحة العيد ذهبت لدي الكثيرين برحيل أحبائهم عن الدنيا ، وهؤلاء الأحياء عاجزون عن إتمام فرحة العيد وقد رقد أحبابهم تحت التراب .. فكيف يشعرون بسعادة العيد وهم يسترجعون ذكرياته الجميلة مع مَنْ أصبحوا في معسكر الموتي ، وإذ ربما أنهم إعتزلوا الإحتفال بفرحة العيد ، مع غياب آباء وأُمهات وأحباب رحلوا عن الدنيا ، وتركوا حُزناً جسيماً في أنفس ذويهم الأحياء ، تتجدد ذكراه كلما جاء العيد !!
حتي الأطفال في أيام العيد ، كانوا يملئون الشوارع وهم في أبهي الثياب ، يمرحون ويرتعون ويضحكون فرحين بقدوم العيد ، إلا أن الشوارع باتت شبة فارغة من تلك الحالة الطفولية الرائعة ، وقد تقلصت فرحة العيد في أعين الأطفال !! 
 حتماً بأن غلاء المعيشة قد قتل فرحة العيد .. بل طغي علي أخلاق الكثير فلم يعد لديهم نيه لأن يبدءوا بالسؤال عن أحوال ذويهم  يوم العيد .. يوميات الناس باتت أكثر إزدحاماً عن ذي قبل ، الكل مُنشغل عن صلة رحمة حتي بإستخدام وسائل التواصل الإجتماعي .. ماذا جري ؟! أمر عجيب ومُحزن وللأسف أنه واقع أليم !!
وقد صدق قول الإمام علي بن أبي طالب - كرَم الله وجهه - حيث قال " يأتي عليكم زمان ، تُصبح أعيادكم كأيامكم " ، وقد كان !!
[email protected]

التعليقات

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر