بعد الجولات التي قامت بها روسيا في أفريقيا وشملت الجزائر والسودان وليبيا والشمال الأفريقي وبعض دول أمريكا اللاتينية، اتجهت إلى الشرق الأوسط، هذه الجولة الشرق أوسطية التي تقوم بها روسيا رُبما تحمل دلالات مهمة جداً لما يشهده العالم العربي من تطبيق لصفقة القرن.
بعد الانتصار السوري في حربه على الإرهاب، وكان الداعم الرئيسي له روسيا وحلفاؤها، بدأت أمريكا بتحريك صفقة القرن وتطبيقها على الشرق الأوسط، وكما هو واضح بأن روسيا ترفض هذه الصفقة وتشعر بالقلق منها، وتحاول جلب حُلفاء لها من الوطن العربي لإيقاف الهيمنة الأمريكية التي ترفضها روسيا؛ فزيارة لافروف إلى مصر لها دلالات كبيرة ومهمة، وتأتي هذه الزيارة قُبيل زيارة الرئيس المصري لأمريكا، وعرضت روسيا على مصر شراء طائرات عسكرية متطورة، وهذا الأمر رفضته أمريكا وحذرت منه، وفي نفس الوقت تأتي بعد إعلان ترامب بأن الجولان ارض إسرائيلية غير محتلة.
وتبعها بزيارة للأردن لطمأنة ملك الأردن بأنه سيحافظ على وحدة أراضيه، وروسيا في هذه المرحلة هي الداعمة للأردن، وتقف معه في مكافحة الإرهاب والصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي أصبح صراعاً محورياً وفيصلياً، وكان التركيز في هذه الزيارة على عودة اللاجئين السورين لأوطانهم بعد انتهاء الحرب في سوريا، وناقشا مواضيع كثيرة وشائكة إقليمية تنوي روسيا العمل عليها، منها إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وحل القضية الفلسطينية بطريقة عادلة وليس على حساب أي دولة كانت وعودة اللاجئين إلى أوطانهم.
هذه المواقف الروسية ونهوض روسيا من جديد في هذا الوقت الحساس والمهم، رُبما يأتي للوقوف بوجه الغطرسة الأمريكية وما تقوم به أمريكا من فرض تطبيق صفقة القرن بشكل ظالم ولا يرضي أي طرف من الأطراف، فقط لإرضاء إسرائيل في توسعها وتوغلها كما هي تطمع.
وفي هذه الجولة رُبما تنوي روسيا إعادة ترتيب البيت العربي والوحدة العربية بعد القرارات الجائرة التي تعمل عليها أمريكا لتطبيق صفقة القرن، والواضح أينما تذهب أمريكا لتطبيق خططها في أي دولة في العالم تجد أمامها روسيا، فعندما ذهبت إلى سوريا وجدت روسيا أمامها، كما وجدتها أمامها بالمرصاد في كل من فنزويلا وأفريقيا.
هذه الرسائل التي ترسلها روسيا وحلفاؤها إلى أمريكا تعني أننا متواجدين في أي مكان يشهد اضطراباً سواء كان سياسياً أو عسكرياً، ونعمل على وقفه، وإفشال صفقة القرن لكي لا يُصبح هناك قُطب واحد متحكم، سيكون لروسيا دور مهم وسيطرة ونفوذاً على العالم بعد هذه الجولات.