الدور القطري والايراني المشبوه
لئن اختلفت الأساليب وتنوعت الأجندات، إلا أن قطر وإيران تتبنيان استراتيجية واحدة في دعم الإرهاب، وتشتيت جهود المصالحة الفلسطينية، منعا لاستقرار وسلام يجهض مخططاتهما.
خراب يصيب أي ملف أو قضية يظهر فيه شبح الدوحة أو طهران، تماما كما حصل بملف المصالحة الفلسطينية الذي تبذل فيه مصر جهودا حثيثة وصولا لإنهاء الانقسام.
مسؤول فلسطيني بارز، قال إن تدخلات قطرية وإيرانية أسهمت في تعنت حركة حماس، ما أدى إلى انتهاء جولة أخيرة من جهود الوساطة المصرية دون تقدم في إنهاء الانقسام.
ووفق مسؤول في مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فإن "حركة حماس ذهبت إلى مصر بمواقف متشددة رفضت من خلالها استئناف تطبيق المصالحة لعام 2017، وخاصة تسليم المسؤوليات كاملة إلى حكومة التوافق الوطني".
واعتبر المسؤول أن "رفض حماس تسليم المسؤولية عن قطاع غزة بدون شروط مسبقة، يضع العراقيل أمام أية إمكانية لتحقيق المصالحة".
وأضاف: "بلا شك فإن قيام قطر بإدخال ملايين الدولارات بالحقائب إلى غزة لصالح حركة حماس، ومن ثم إعلان إيران ما قالت إنه تبنيها لشهداء وجرحى مسيرات العودة، قد أسهم إلى حد كبير في تعنت الحركة".
وكانت تقديرات فلسطينية أشارت، الأسبوع الماضي، إلى أجواء انفراج محتملة في استئناف تنفيذ اتفاق المصالحة.
لكن المسؤول الفلسطيني نفسه، لفت إلى أن "تلك الأجواء تبددت بعد أن استمع وفد حركة فتح قبل يومين إلى ما قالته حماس للأشقاء في مصر".
وأشار إلى اجتماع لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، في الأيام القليلة المقبلة، من أجل تقييم الموقف بعد تعنت حركة حماس.
والشهر الماضي، أدخل السفير في وزارة الخارجية القطرية محمد العمادي، نحو 15 مليون دولار أمريكي بحقائب دبلوماسية إلى حركة حماس في غزة، بموافقة وتسهيلات إسرائيلية.
وفي هذا الصدد، قال عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، للتلفزيون الفلسطيني الرسمي إن "إسرائيل تُريد تعزيز الانقسام في قطاع غزّة، وسمحت بإدخال الأموال القطرية للقطاع من أجل تغذية سلطة حماس وعدم إتمام المصالحة".
ولفت إلى أن "إسرائيل وجهت تهديدا للقيادة الفلسطينية بعد محاولة منع دخول الأموال القطرية إلى غزة".
وتعقيبا على الجزئية الأخيرة، قال مسؤول فلسطيني رفيع إن الحكومة الإسرائيلية هددت السلطة الوطنية باقتطاع أموال من المستحقات المالية الفلسطينية، وتحويلها إلى غزة في حال عدم إدخال الأموال القطرية.
وأضاف المسؤول مفضلا عدم ذكر اسمه، لحساسية موقعه: "تقول قطر إنها تريد تحويل 15 مليون دولار شهريا ولمدة 6 أشهر في حقائب إلى غزة، تحت رعاية وتسهيل حكومة الاحتلال الإسرائيلي".
وأمس، أعلنت إيران ما أسمته تبنيها شهداء وجرحى مسيرات العودة في قطاع غزة.
إعلان إيراني سارعت حركة حماس إلى الترحيب به، قائلة إنها تثمن ما أسمته "المواقف الإيرانية النبيلة" تجاه القضية الفلسطينية.
غير أن عزام الأحمد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اعتبر أن "تبني إيران للشهداء في غزّة وعدم تبنيها شهداء القدس، يؤكد سعيها لاستمرار الانقسام، لأنّها تدفع الأموال لاستمرار ورقة قطاع غزّة بيدها وتحسين وضعها أمام الولايات المتحدة".
وتساءل الأحمد: "أريد أنّ أعرف ماذا قدمت إيران وحلفاؤها للقدس؟".
وتقوم مصر بجهود حثيثة، منذ سنوات طويلة، في مسعى لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة التي طال انتظارها.