واشنطن تبقي عينها على طهران في سوريا
فسر مراقبون سياسيون تأكيد سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي، بأن بلادها لن تسحب قواتها من سوريا إلا بعد أن تحقق أهدافها، برسالة جديدة إلى إيران أكثر منها إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ويأتي إعلان هيلي بعد أيام من تداول تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سحب قوات بلاده من سوريا “في أقرب وقت ممكن” بعد انتهاء مهامها في القضاء على تنظيم داعش.
وفي حديث مع فوكس نيوز ذكرت هيلي ثلاثة أهداف للولايات المتحدة وهي ضمان عدم استخدام الأسلحة الكيمياوية بأي شكل يمكن أن يعرض مصالح الولايات المتحدة للخطر وهزيمة تنظيم داعش وضمان وجود نقطة مراقبة جيدة لمتابعة ما تقوم به إيران.
وقالت “هدفنا أن تعود القوات الأميركية إلى الوطن لكننا لن نسحبها إلا بعد أن نتيقن من أننا أنجزنا هذه الأمور”.
ووصف إعلان السفيرة الأميركية بالخبر السيء بالنسبة لإيران الساعية إلى ترسيخ نفوذها في المنطقة.
وتتفق وزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتان على النهج الرامي إلى محاصرة أذرع إيران في المنطقة.
وطرح مايك بومبيو المرشح لوزارة الخارجية الأميركية أمام المشرعين الأميركيين، الأسبوع الماضي، رؤيته لأهم محاور السياسة لوزارة الخارجية، خصوصا ما يتعلق بالضغط على إيران.
وتسيطر القوات الأميركية وحلفاؤها من المعارضة السورية المعتدلة على مناطق واسعة ومهمة استراتيجيا في الجزء الشرقي من سوريا، وقد ألحقوا الهزيمة، ولو بشكل تقريبي وليس نهائيا، بتنظيم داعش.
وأثارت أنباء سابقة عن انسحاب القوات الأميركية من سوريا قلق حلفاء واشنطن في المنطقة من تمدد الدور الإيراني عبر الميليشيات التابعة له في العراق وسوريا ولبنان.
وسبق أن وصف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وجود القوات الأميركية في سوريا بأنه الحصن الأخير ضد التوسع الإقليمي الإيراني.
وتنشر إيران مستشارين عسكريين ومقاتلين إيرانيين في سوريا لمساندة الجيش السوري.
وسيسمح انسحاب القوات الأميركية لإيران بتوسيع نفوذها الكبير بالفعل، في سوريا والمنطقة برمتها، كما سيسهل جهود طهران الرامية لمدّ طريق مؤن بري، يمتد عبر العراق إلى سوريا، وصولا إلى حزب الله حليفها في بيروت.
وقال مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، في تصريحات لصحيفة وول ستريت جورنال “ترامب لا يمكنه أن يمتلك استراتيجية جادة نحو إيران، إذا سمح للإيرانيين بالانتصار في سوريا”.