هجوم ضد الجيش المصري بسيناء يحرج الخطة الشاملة

السبت 14 أبريل 2018 10:51 م
هجوم ضد الجيش المصري بسيناء يحرج الخطة الشاملة

الخطة الأمنية مرشحة للتطور

جنوب العرب - جنوب العرب - القاهرة

يشير الهجوم المسلح الذي استهدف معسكرا للجيش المصري في سيناء، السبت، إلى أن الحملة العسكرية الواسعة التي بدأت في فبراير الماضي لتطهيرها من الإرهاب، لم تحقق النتائج المرجوة كاملة حتى الآن.

وقال العقيد تامر الرفاعي، الناطق باسم القوات المسلحة، إن هجوما شنه 14 مسلحا على أحد معسكرات الجيش بمنطقة وسط سيناء فجر السبت أوقع 8 عسكريين وأصاب 15 آخرين. وتم القضاء على جميع التكفيريين الذين شنوا الهجوم.

وأوضح الرفاعي، في بيان صحافي، أن الـ14 مسلحا استخدموا أسلحة ثقيلة “آر.بي.جي” وبينهم أربعة أفراد يرتدون أحزمة ناسفة قاموا بتفجير أنفسهم بمحيط المعسكر.

وأعلن الجيش المصري عن الهجوم بعد ساعات قليلة من بيانه التاسع عشر بشأن العملية العسكرية “سيناء 2018”، وقال إنه خلال الأيام الماضية قضت القوات الجوية على 27 تكفيريا شديدي الخطورة وتم القبض على 114 من المشتبه بهم.

وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش المصري سريعا أن قواته تعرضت لهجوم مسلح في سيناء منذ انطلاق العملية العسكرية في 19 فبراير، ما يعني أن القضاء على العناصر التكفيرية بشكل كامل يحتاج إلى تغيير الاستراتيجية الأمنية المتبعة، والأمر لا يرتبط فقط بقوة العتاد العسكري.

التنظيمات المسلحة في سيناء استطاعت الخروج من مأزق حصارها باستقطاب فئة من أبناء القبائل ناحيتها، ما يعني أن مهمة القوات في حسم المعركة لصالحها أصبحت أكثر تعقيدا

وبلغت حصيلة الخسائر في صفوف القوات منذ انطلاق العملية الشاملة في سيناء حتى السبت، مصرع 26 ضابطا ومجندا وإصابة 35 آخرين، فيما تم القضاء على 137 تكفيريا.

وأظهر الحادث إصرار التنظيمات الإرهابية على إبراز التحدي لقوات الجيش والشرطة التي تم تكليفها من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالقضاء على الإرهاب في سيناء في غضون 3 أشهر فقط انتهت فبراير الماضي.

وتبرر القوات بأن الحرب في سيناء ليست مع جيش نظامي بل مع عناصر غير معروف عددها ولا أماكن اختبائها وسط الأهالي، فضلا عن أن مساحة سيناء تصل إلى 65 ألف كيلومتر مربع ومليئة بالجبال والوديان والدروب ويصعب مسحها وتمشيطها.

وتتشابه تداعيات حادث استهداف معسكر الجيش، مع حادث ضرب مطار العريش وقت زيارة وزيري الدفاع والداخلية إلى سيناء قبل نهاية العام الماضي، لا سيما وأن كليهما وقع في ظل وجود أمني كبير.

وتخشى دوائر أمنية من أن يكون حادث استهداف المعسكر الأمني نتيجة استرخاء عناصر القوات وتنامي الشعور لديها بقرب حسم المعركة لصالحها، ما استغله الإرهابيون في توجيه ضربة نوعية يستطيعون بها تحقيق انتصار معنوي يبرهن على استمرار قوتهم ونفوذهم على الأرض.

وكان الجيش قد أعلن منذ بدء العملية العسكرية عن غلق كل المنافذ البرية والبحرية من وإلى سيناء، وفرض سيطرة كاملة على الحدود مع قطاع غزة وقال إنه تم استهداف الأنفاق.

وقال مراقبون إن تفسير استمرار نشاط المتطرفين، بالرغم من الجهود المبذولة في إطار العملية العسكرية، يقود إلى أن الإرهاب بدأ ينشط بقوة من داخل سيناء وأن التنظيمات المسلحة استطاعت الخروج من مأزق حصارها باستقطاب فئة من أبناء القبائل ناحيتها. ويعني ذلك أن مهمة القوات في حسم المعركة مع الإرهاب لصالحها أصبحت أكثر تعقيدا.


ويعتبر خبراء عسكريون أن نشاط الإرهاب داخل سيناء يمثل الخطر الأكبر بعد قطع الطرق الرئيسية على العناصر الخارجية، لأن المهمة سوف تكون صعبة للوصول إلى إرهابيي الداخل ما يطيل أمد المواجهة ويؤخر تطهير سيناء إلا إذا أبلغت كل قبيلة عن أبنائها الناشطين في صفوف التكفيريين.

ويعني ذلك أن القوة الغاشمة التي طالب الرئيس المصري باستخدامها ضد الإرهابيين لم تعد الحل الأمثل لتطهير سيناء من المتطرفين والتكفيريين، بعدما تركت وراءها ثغرات أمنية مهدت الطريق لتنفيذ عملية نوعية يمكن أن تستثمرها التنظيمات الإرهابية لتحفيز عناصرها على المزيد من الضربات.

وأكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالقوات المسلحة، أن “العملية الأخيرة تهدف إلى إعادة العزيمة مرة أخرى للإرهابيين بتحقيق خسائر في صفوف القوات وتعكس وصول التكفيريين إلى مرحلة الجنون، بالإصرار على تفجير أنفسهم وهذا سلوك قليل الحدوث في سيناء”.

وأضاف لـ”العرب” أن الاستراتيجية الأمنية مرشحة للتطور طبقا للموقف على الأرض باستمرار وجود حراك نوعي للإرهابيين. لكنه يعتبر أن الخطر يظل في الإرهاب النشط داخليا، مشيرا إلى أن “هؤلاء يمتلكون خبرة التحرك المفاجئ واختيار التوقيت الأمثل للمواجهة والسلاح الملائم للمعركة”.

وأوضح متابعون أن طول أمد العملية العسكرية مع تراجع مكاسبها يعني فشل الخطة الأمنية التي اعتمدت بالأساس على القوة المفرطة دون غيرها، والأمر يتطلب خطة تتعامل مع الإرهاب النشط من الداخل أكثر من تركيزها على الإرهاب القادم من الخارج.

ويعتمد هؤلاء على أن استمرار العمليات ضد القوات مقارنة بالعتاد العسكري غير المسبوق الموجود في سيناء يعزز التفكير في خطط أمنية غير مكشوفة، في ظل وجود عناصر مدربة وتمتلك أسلحة ثقيلة.

التعليقات

تقارير

السبت 14 أبريل 2018 10:51 م

اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن زعيم جبهة التحرير الوطني وحكيم الثورة العربي بن مهيدي "قتله عسكريون فرنسيون"، وذلك بمناسبة الذكرى السبعين لا...

السبت 14 أبريل 2018 10:51 م

لا تزال التكهنات تتواصل حول مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله وكيفية معرفة إسرائيل بمكانه كان أحدثها ما قاله زعيم مليشيات موالية لإيران في العراق.وفي لق...

السبت 14 أبريل 2018 10:51 م

هل نجا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من محاولة اغتيال؟** هذا السؤال يتصدر المشهد بعد إعلان استهداف منزله في قيساريا، وسط تكهنات وتكتم حول ال...