خلافات داخل جيش الإسلام حول الانسحاب من دوما
جدد النظام السوري استهدافه لمدينة دوما، آخر جيب للمعارضة السورية في الغوطة الشرقية القريبة من دمشق، وذلك بعد أيام من الهدوء تخللتها مفاوضات ماراثونية لإخراج مقاتلي جيش الإسلام من المنطقة.
ولا يعرف بعد ما إذا كان التصعيد في دوما مقدمة لعملية عسكرية كبرى بعد انهيار المفاوضات، أم أنه لترهيب السكان للضغط على مقاتلي جيش الإسلام للمغادرة.
وخلال الفترة الماضية نظم بعض الأهالي في المنطقة مسيرات تطالب مقاتلي جيش الإسلام تجنيب المدينة معركة دامية، بيد أن جزءا من المقاتلين الذين ينتمون لدوما يرفضون رفضا قاطعا خيار الترحيل.
وقتل الجمعة 27 مدنيا بينهم خمسة أطفال في غارات للطيران السوري على دوما، المحاصرة من قبل القوات النظامية والميليشات الموالية لها من مختلف الجهات.
وبالتوازي مع القصف الجوي العنيف، أكد التلفزيون الرسمي السوري أن وحدات من الحرس الجمهوري دخلت منطقة مزارع دوما.
ويرجح البعض أن تواصل القوات الحكومية تصعيدها، في ظل إصرار من قبل النظام على حسم ملف الغوطة الشرقية سريعا للتركيز على جبهات أخرى من بينها جنوب دمشق، حيث سجلت تعزيزات عسكرية في تلك الجهة التي توجد بها عناصر لتنظيم الدولة الإسلامية فضلا عن فصائل مسلحة أخرى ومنها أيضا مقاتلون لجيش الإسلام.
وخلال الأيام الماضية تضاربت المعطيات بشأن حصول اتفاق بين روسيا وجيش الإسلام يقضي بخروج مقاتلي الأخير من دوما، إلى جرابلس في شمال سوريا.
وأعلنت روسيا مساء الأحد التوصل إلى اتفاق “مبدئي على انسحاب مقاتلي جيش الإسلام” من مدينة دوما، لكن لم يصدر عن الفصيل أي تأكيد رسمي في شأنه.
لا يعرف بعد ما إذا كان التصعيد في دوما مقدمة لعملية عسكرية كبرى، أم للضغط على مقاتلي جيش الإسلام للمغادرة
واعتبر الإعلام الرسمي السوري أن الانقسامات الداخلية في صفوف جيش الإسلام حالت دون تطبيق الاتفاق.
ودخلت الخميس نحو عشرين حافلة استأجرها النظام إلى دوما، لكنها عادت أدراجها وتوقفت مع حافلات أخرى عند أطراف المدينة.
وأشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى أنّ “سحب الحافلات من داخل مدينة دوما” يهدف إلى “الابتعاد عن الخلافات الداخلية بين إرهابيي جيش الإسلام، وتركهم لحل خلافاتهم بأنفسهم”.
وأكدت سانا أن “اتفاق إخلاء مدينة دوما من الإرهابيين” لم يتوقف، مشيرة إلى أن “الحافلات تقف قرب حاجز الجيش العربي السوري بانتظار العودة لاستكمال إخراج إرهابيي جيش الإسلام”.
ومن جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه “تمّ تعليق الاتفاق القديم، وهناك مباحثات بين الروس وجيش الإسلام من أجل التوصل إلى تسوية جديدة”. وأضاف “تبيّن أنه من أصل العشرة آلاف مقاتل لدى جيش الإسلام، أكثر من أربعة آلاف يرفضون الخروج بتاتا”.
وإثر هجوم جوي عنيف بدأته في 18 فبراير ترافق لاحقا مع عملية برية وتسبب بمقتل أكثر من 1600 مدني، ضيّقت القوات الحكومية تدريجيا الخناق على الفصائل المعارضة، وقسّمت الغوطة إلى ثلاثة جيوب.
وبعدما ازداد الضغط عليها، وافق فصيلا حركة أحرار الشام وفيلق الرحمن على إجلاء مقاتليهما بموجب اتفاق مع روسيا. وجرى خلال أيام إجلاء عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين إلى شمال غرب سوريا.
وعززت القوات الحكومية انتشارها في محيط دوما خلال الأيام الأخيرة بالتزامن مع المفاوضات تمهيدًا لعمل عسكري في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع فصيل جيش الإسلام.