"انحطاط أخلاقي"
أحدثت تصريحات القيادي في جماعة الحوثي المتمرّدة في اليمن صالح الصماد الذي يرأس ما يعرف بـ”المجلس السياسي الأعلى” بشأن الاستعداد لشراء أسلحة من روسيا وإيران صدمة بين أهالي المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، وفي مقدّمتها العاصمة صنعاء، كون الحديث عن عقد مثل تلك الصفقات يتضمّن استهانة بمعاناة اليمنيين الذين يعيشون أكبر ضائقة في تاريخهم المعاصر وصل حدّ تهديد المجاعة للملايين منهم، فضلا عن فتك الأوبئة بالآلاف من أبنائهم.
وتساءلت أوساط يمنية عن مصدر الأموال التي ستغطّي تلك الصفقات في حال عقدها، في وقت تمنع فيه جماعة الحوثي دفع رواتب عشرات الآلاف من الموظّفين والعمّال.
ولفت البعض إلى أنّ الحديث عن إمكانية إهدار أموال في صفقات تسلّح في الوقت الحالي بالذات، بقدر ما ينطوي عليه من “انحطاط أخلاقي”، فإنّه يكشف جهل الجماعة المتمرّدة الكامل بالسياسة.
وتساءل أحد النشطاء اليمنيين عن “طبيعة العقل السياسي الذي هدى الحوثي للحديث عن شراء الأسلحة، غداة انعقاد مؤتمر للمانحين في جنيف بحثا عن تمويل للعمليات الإنسانية في اليمن”.
وكان الصماد، قد أكّد في كلمة ألقاها أمام عدد من الموالين لجماعته استعداد الأخيرة لشراء السلاح من أي جهة تعرض ذلك.
ونقلت وكالة الأنباء “سبأ” الخاضعة لسيطرة الحوثيين عنه القول “روسيا ستبيعنا أسلحة وإيران أيضا”، مضيفا “أي دولة مستعدة لتبيعنا السلاح مرحبا بها وسنشتري منها”.
وإمعانا في السخرية عبّر عن رفضه تسلّم الأسلحة دون مقابل، مشترطا توصيل السلاح المتّفق عليه إلى صنعاء.
ويعاني اليمن بسبب الحرب التي فجّرها الحوثيون من أسوأ أزمة إنسانية وصحية في العالم. وتحاول الأمم المتحدة التخفيف من وطأة تلك الأزمة. وعقدت للغرض مؤتمرا للمانحين في جنيف تمكّنت من خلاله من الحصول على تعهّدات تجاوزت ملياري دولار، حيث تعهدت السعودية والإمارات والكويت بتقديم 1.25 مليار دولار، فيما أعلنت بريطانيا عن المساهمة بنحو 240 مليون دولار، وتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم حوالي 133 مليون دولار.