على أهبة الاستعداد لمقارعة الإرهاب
ألمح الجيش المصري إلى أن الحرب التي يخوضها ضد الإرهابيين في سيناء مفتوحة، وبلا سقف زمني، إلى حين التخلص من العناصر الجهادية وإعلان سيناء منطقة خالية من التطرف والإرهاب.
وقال العميد تامر الرفاعي الناطق باسم القوات المسلحة في مؤتمر صحافي، الخميس، ردا على سؤال حول قرب انتهاء العملية العسكرية “سيناء 2018” إن “قوات الجيش والشرطة لن تغادر سيناء قبل تطهيرها بشكل كامل من الإرهابيين وإعادة الحياة إلى طبيعتها”.
وكان يفترض أن تنتهي مهلة الثلاثة أشهر التي حددها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للجيش والشرطة من تطهير سيناء كاملة من الإرهاب مع نهاية فبراير الماضي.
وأضاف الرفاعي “منذ انطلاق العملية العسكرية قتل 16 ضابطا ومجندا وأصيب 19 آخرون، خلال مواجهات شرسة مع العناصر الإرهابية”.
وأوضح أنه تم القضاء على 105 تكفيريين وتدمير 471 عبوة ناسفة، و1707 أوكار إرهابية، فضلا عن ضبط 2829 شخصا مطلوبين جنائيا ومشتبه في تورطهم بدعم العناصر الإرهابية، ونسف 4 مراكز إعلامية خاصة بالإرهابيين.
وأطلق الجيش المصري في 9 فبراير عملية عسكرية شاملة للقضا على الإرهاب.
وتوقع خبراء عسكريون أن تستمر العملية إلى ما بعد انتهاء الانتخابات خشية أن يتم الإعلان عن تطهير سيناء من الإرهاب ثم تقع أحداث إرهابية تؤثر على الاستحقاق الرئاسي، ما يزيد من تراجع شعبية السيسي في ظل تهديد تنظيمات متطرفة بتنفيذ عمليات تستهدف اللجان الانتخابية.
وقال اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق لـ”العرب” إن استمرار العملية العسكرية لما بعد الانتخابات يهدف إلى النأي بالاستحقاق عن أي تهديدات إرهابية.
وأضاف أن تحديد مدة زمنية لانتهاء المعركة مع عناصر غير نظامية أسلوب خاطئ، بعكس الحرب مع الجيوش النظامية، لأنه غير معروف عددهم ولا أماكن اختبائهم، فضلا عن أن مساحة سيناء تصل إلى 65 ألف كيلومتر مربع، ومليئة بالجبال والوديان والدروب.
ويرى مراقبون أن عدم تحديد مدة زمنية لانتهاء العمليات العسكرية في سيناء يعكس حجم التحديات الأمنية وأن المواجهات بين القوات والعناصر الإرهابية غاية في الصعوبة والتعقيد، وما ترصده التقارير الأمنية مخالف للأوضاع على الأرض.
ويقول هؤلاء إن ارتفاع عدد القتلى والمصابين في صفوف قوات الجيش والشرطة مقارنة بالعتاد العسكري غير المسبوق الموجود في سيناء حاليا، يعكس أن ما زالت تمتلك العناصر والأسلحة القوية التي تمكنها من مواجهة القوات المصرية.
على خلاف تعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بإنهاء الإرهاب في سيناء في ظرف ثلاثة اشهر، ألمحت المؤسسة العسكرية إلى أن العملية مستمرة وليس هناك سقف زمني لها، ويرى البعض أن تجنب تحديد موعد لنهايتها يعود إلى التعقيدات الموجودة على الأرض.
وأدخلت مصر مختلف الأسلحة إلى وسط وجنوب سيناء بشكل لم يسبق له مثيل منذ توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، لأن المنطقتين “ب” و”ج” في سيناء منزوعتا السلاح الثقيل وفق المعاهدة.
ويشارك الجيش في العملية بمختلف أسلحته البرية والبحرية والجوية، والقضاء على 105 عناصر تكفيرية فقط في سيناء خلال 4 أسابيع يبرهن على صعوبة مهمة القوات، ويشي بأن الإرهابيين لن يستسلموا بسهولة.واستطاعت العناصر الإرهابية في سيناء خلال السنوات الماضية استقدام أسلحة متطورة عبر الأنفاق، خاصة في الفترة التي كانت تشهد العلاقة بين مصر وحركة حماس توترا وتصعيدا متبادلا.
وقال مصدر أمني لـ”العرب” إن استمرار الاستنفار العسكري بسيناء له عدة أبعاد، بينها منع تسلل الإرهابيين إلى المناطق التي تم تطهيرها مرة أخرى، وأيضا حماية المشروعات التنموية التي تنفذها الحكومة وتقترب من 300 مشروع، باعتبارها هدفا حيويا للجهاديين.
وذكر أحد سكان حي العريش في شمال سيناء لـ”العرب” أن قوات الجيش والشرطة تمر على المنازل في أوقات متأخرة للتأكد من هوية السكان في كل منطقة محليّة.
وأصبح اختباء الإرهابيين وسط الأهالي أحد منغصات العملية العسكرية في سيناء، لا سيما بعد تمشيط القوات البرية والطيران الحربي أكثر المناطق الصحراوية والجبلية والبؤر والدروب التي كان يتم الاحتماء بها.