التحالف العربي ماض في معركته
تثير الحملة التي تقودها جماعة إخوان اليمن ضد النجاحات الميدانية للتحالف العربي على الأرض التساؤلات بشأن أجندة الجماعة واستمرار علاقتها بمؤسسة الشرعية.
وقالت أوساط يمنية مطّلعة إن حزب الإصلاح الإخواني، الذي يعيش وضعا صعبا، يحاول بكل الطرق إفشال تفاهمات عدن بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، وهي تفاهمات وضعته في الزاوية وسحبت كل المبررات التي كان يسوق لها لتوسيع دائرة الخلاف بين طرفي الشرعية، ما اضطره إلى تصعيد حملته ضد نجاحات التحالف العربي على أكثر من جبهة.
وأضافت المصادر في تصريح لـ”العرب” أن النجاحات التي يحققها التحالف في الساحل الغربي وفي صعدة ومحيط صنعاء ضد الحوثيين، وكذلك عملية “الفيصل” التي تنفذها قوات النخبة الحضرمية بدعم من القوات الإماراتية في وادي المسيني في حضرموت، كلها جعلت الحزب يشعر بأنه في طريقه لخسارة الهيمنة على مؤسسات الشرعية وقرارها.
وسبق لجهات في الشرعية اليمنية أن اتهمت حزب الإصلاح بتعطيل الحرب في أكثر من جبهة، خاصة في تعز، لحسابات حزبية، وفي مسعى للضغط على الحكومة والتحالف العربي لإعطائه مزايا وتعهدات بالسيطرة على المؤسسات اليمنية قبل التحرير وبعده.
ومن الواضح أن التحالف العربي قرر أن يمضي في الحرب بنسق أقوى بقطع النظر عن موقف حزب الإصلاح ودوره خاصة في ظل شكوك قوية بأنه يعمل على إدامة الحرب وإرباك مهمة التحالف خدمة لأجندة قطرية.
وتمكنت منظومة الدفاع الجوي التابعة للتحالف العربي من اعتراض خمسة صواريخ باليستية أطلقتها الميليشيا الحوثية باتجاه مدينة مأرب التي عادة ما توصف بأنها معقل الإخوان في اليمن. وتزامنت عملية تدمير الصواريخ قبل الوصول إلى أهدافها، مع حملة إلكترونية أطلقها ناشطون وإعلاميون من حزب الإصلاح طالبوا فيها القوات الإماراتية بمغادرة اليمن.
وأعلنت وسائل إعلام حوثية أن الصواريخ كانت تستهدف مبنى القيادة الإماراتية والدفاعات الجوية للقوات الإماراتية في محافظة مأرب، غير أن مصادر محلية في مأرب أكدت لـ”العرب” سقوط حطام تلك الصواريخ في أماكن خالية من السكان.
واستغرب مراقبون يمنيون حالة الازدواج والتخبط التي تهيمن على الخطاب الإعلامي لجماعة الإخوان في اليمن، حيث تدعي قيادة الجماعة التزامها بأهداف الشرعية والتحالف العربي، بينما تكتفي بالتنصل من مواقف الناشطين والإعلاميين المحسوبين عليها، بالقول إن تلك المواقف المسيئة لا تعبر عن الموقف الرسمي للجماعة.
ولفت متابعون للمشهد اليمني إلى حالة التحول الكبيرة التي طرأت على الخطاب السياسي والإعلامي لحزب الإصلاح من خلال تصريحات بعض قياداته التي باتت تهاجم التحالف العربي بشكل علني، ولا تخفي في ذات الوقت انحيازها لقطر وما تمثله من توجه لتقويض الأمن في المنطقة، إلى جانب تبنيها لخطاب تصالحي غير مفهوم مع الجماعة الحوثية.
وفي تصريح لـ”العرب” اعتبر وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب التصعيد الإعلامي لحزب الإصلاح والحملة التي يتبناها لتشويه دور الإمارات في اليمن بأنها تناقض سافر مع ما يفترض أنها مطالب الإخوان المعلنة ضد الحوثيين.
وأشار غلاب إلى أنه من غير المعقول أن يسعى الإخوان لاستعادة الشرعية في الوقت الذي يطلقون فيه حملاتهم الدعائية المستهدفة للإمارات والتي هي عنصر رئيسي في التحالف العربي لدعم الشرعية.
ولفت وكيل وزارة الإعلام اليمنية إلى أن المطالبة بإخراج دولة الإمارات من التحالف تأتي في سياق المؤامرة على السعودية واستنزافها وهو الهدف الذي أصبح استراتيجية ثابتة لدى التحالف القطري-الإيراني الذي يشتغل الإخوان لحسابه.
وفي سياق آخر شهدت جبهات المقاومة في محافظة البيضاء حالة من السخط المتصاعد تجاه ممارسات حزب الإصلاح في اليمن، وأظهر تسجيل مصور رفض المئات من عناصر المقاومة لحالة الوصاية التي يحاول حزب الإصلاح فرضها عليهم عبر تحكمه بالقرار السياسي والمالي في محافظة مأرب.
وردد المقاومون هتافات مناوئة لحزب الإصلاح وما وصفوه بممارساته الإقصائية التي ينتهجها تجاه المقاومة الشعبية من دون أن يشارك فيها.
وتحدث بعض قادة المقاومة في التسجيل عن قيام حزب الإصلاح بسرقة رواتب أفراد المقاومة وصرفها على الموالين للجماعة، محذرين من انهيار الجبهات وانضمام العشرات من الفارين من ظلم الإخوان إلى صفوف المتمردين الحوثيين في حال لم تتدخل الحكومة الشرعية والتحالف العربي.
وحصلت “العرب” على صورة من مذكرة موجهة من محافظ محافظة البيضاء صالح الرصاص يحذر فيها قيادة محور البيضاء من استمرار الاستيلاء على المبالغ المخصصة لمقاومة البيضاء وصرفها بطريقة غير مشروعة.