حالمون بغد أفضل
اتهم رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح من وصفهم بـ”أصحاب الأجندة ودعاة الفوضى والإرهاب ” في إشارة لتيار الإسلام السياسي، بالوقوف في وجه تحقيق “الثورة” التي اندلعت قبل سبع سنوات وانتهت بإسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، لأهدافها.
وقال عقيلة صالح في بيان أصدره بمناسبة الذكرى السابعة لثورة 17 فبراير “إن ثورة فبراير لم تحقق أهدافها حتى الآن بسبب من سرق ثورة الشعب من أصحاب الأجندة ودعاة الفوضى والإرهاب”.
وتابع “إلا أن الشعب الليبي الأصيل في كل أنحاء ليبيا يسعى جاهدا من أجل محاربة الإرهاب والفوضى في بلاده ليتحقق الأمن والأمان والاستقرار ولتترسخ دولة المؤسسات والقانون”.
ورغم ما آلت إليه الأوضاع في ليبيا عقب الإطاحة بنظام القذافي، اختار الآلاف من الليبيين في العاصمة إحياء الذكرى السابعة لـ”الثورة”، حيث شهدت طرابلس احتفالات على مدار ثلاثة أيام، في حين غابت مظاهر الاحتفال عن مدينة بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية التي انطلقت منها شرارة “الثورة”.
ويرجع أهالي المنطقة الشرقية عدم احتفالهم بهذه المناسبة إلى الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، في ظل استمرار عمليات القتل وسفك الدماء والتهجير، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، منتقدين في ذات الوقت تخصيص السلطات في المنطقة الغربية مبالغ مالية كبيرة للاحتفال رغم ما تشهده بنوك البلاد من شح للسيولة.
ولم تصدر القيادة العامة للجيش التي تتخذ من منطقة الرجمة شرق ليبيا مقرا لها، أي بيان بهذه المناسبة، وسط أنباء عن انشغالها بالاستعداد لمعركة تحرير مدينة درنة من الجماعات المتطرفة.
ويتهم الليبيون تيار الإسلام السياسي باختطاف ثورتهم، حيث بات يقدم نفسه على أنه حامي حماها الوحيد، متهما كل من يقف في وجه مخططاته وأجنداته بـ“المرتد” عنها. وبدأت ملامح سيطرة الإسلاميين على “الثورة” تتضح عقب الإطاحة بنظام القذافي بإيعاز من دول إقليمية حليفة لهم وفي مقدمتها قطر.
وتحدث رئيس تحالف القوى الوطنية محمود جبريل عن سعي قطر للسيطرة على ليبيا من خلال تنصيب عبدالحكيم بلحاج رئيس حزب الوطن وزعيم ما كان يعرف بـ“الجماعة الليبية المقاتلة” المقربة من فكر القاعدة، حاكما لليبيا.
وقال محمود جبريل في تصريحات إعلامية السبت إن رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل عمل في الكثير من الملفات بشكل منفرد، من دون علم المجلس الانتقالي التنفيذي خلال تلك الفترة. وتحدث جبريل عن حادثة شهيرة أخفى فيها عبدالجليل عزمه السفر إلى الدوحة عنه.
وأضاف أنه توجه إلى المطار ليجد شخصيات قطرية رسمية في استقبال عبدالجليل الذي كان برفقة عبدالحكيم بلحاج وفوزي بوكتف وجلال الدغيلي. وبين جبريل “أن هذه الزيارة كانت في إطار برنامج يجهز بلحاج لقيادة ليبيا بصفته قائد ثوار ليبيا”.
وعقب نحو سنتين من إسقاط نظام القذافي، وتحديدا سنة 2014، سيطر الإسلاميون على مفاصل الدولة. ولإحكام قبضتهم على البلاد سخروا الميليشيات المسلحة التي يتبنى أغلبها فكر أنصار الشريعة والقاعدة للتخلص من خصومهم وخاصة العسكريين منهم. وهو ما دفع خليفة حفتر الذي نصبه البرلمان في ما بعد قائدا للجيش، إلى إطلاق عملية الكرامة في مايو 2014.
واعترف رئيس المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، نوري أبوسهمين، بمسؤوليته، مع آخرين من زعامات التيار الإسلامي، عن إرسال “جرافات الأسلحة” من غرب البلاد إلى مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي خلال السنوات الماضية.
وقال في تصريحات لقناة النبأ المصنفة على اللائحة العربية للإرهاب “أنا أقول إن الجرافات التي كانت تذهب بالسلاح لبنغازي كانت بعلمي كدعم للثوار، وكانت تذهب بعلم أعضاء بنغازي في المؤتمر، وهم محمد العماري زايد وفرج ساسي، وكلهم كانوا داعمين للثوار بقيادة وسام بن حميد وجلال مخزوم ومحمد العريبي”.
ومجلس شورى ثوار بنغازي هو فصيل مسلح نجح الجيش نهاية يوليو في طرده من المدينة. ويضم التنظيم ميليشيات إسلامية من بينها تنظيم أنصار الشريعة وميليشيات درع ليبيا 1 وراف الله السحاتي التي كان يقودها مقربون من تنظيم الإخوان المسلمين.