لماذا تجاهل المغرب تهديدات ترامب بفرض عقوبات اقتصادية

في الوقت الذي اهتمت فيه الصحف المغربية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، بإبراز تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد فيها بقطع المعونة الأمريكية عن المملكة، قلل خبراء في شؤون القانون الدولي والعلاقات الدولية من أهمية تهديداته.

وأكد الخبراء على أن هناك "محاولة بائسة من ترامب للانتقام من الدول التي صوتت ضده في مجلس الأمن".
ونقل عدد من الصحف المغربية عن الرئيس الأمريكي تهديدات بفرض عقوبات اقتصادية على المغرب، وإلى جانبه 11 دولة أخرى، ضمن لائحة قدمتها إدارة الأمن الداخلي الأمريكي، استنادا لعدم تعاون تلك الدول فيما يخص ترحيل المهاجرين الموجودين في وضعية غير قانونية في الولايات المتحدة الأمريكية.

من جانبه، قال صبري الحو، الخبير المغربي في القانون الدولي والعلاقات الدولية والهجرة لـ"سبوتنيك" إن تصريحات الرئيس الأمريكي تدعو للسخرية، مضيفا "المغرب لم يتلق أية معونات أو مساعدات مالية أمريكية منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما". موضحا أن تهديدات ترامب تعد تكرارا لحديثه عن قطع المساعدات عن الدول التي صوتت ضد قراره بنقل السفار الأمريكية إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل.

ولفت الحو إلى أن ترامب صرح مؤخرا بأن إدارة الهجرة الأمريكية أعدت مشروع قانون يمنح الجنسية الأمريكية لمليون ونصف مغربي مهاجر غير شرعي إليها، وأعلن عن قرب استئناف صرف المساعدات الأمريكية للمغرب التي توقفت عام 2014، وفجأة تراجع عن تصريحاته، وتحدث عن وقف المساعدات المتوقفة أصلا.

وبحسب إحصائيات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لعام 2016، تراجع حجم الدعم المالي الأمريكي للمغرب منذ عام 2008 الذي شهد أكبر قدر من الدعم الأمريكي بـ725 مليونا دولارا أمريكيا، حتى تلاشى تماما في ميزانية الولايات المتحدة عام 2018 الحالي، حيث حصل المغرب على معونات أمريكية بلغت 24 مليوناً عام 2014، ثم ارتفعت إلى 82 مليوناً في نهاية عام 2015.
وعلى الجانب الآخر، وصف خالد شيات أستاذ القانون الدولي في جامعة محمد الأول بالمملكة، تصريحات الرئيس الأمريكي "المعادية للدول العربية"، لافتا إلى أنه لا يعتقد أن المغرب الذي أبرم عشرات الاتفاقيات للتعاون مع دول أوروبا التي يتواجد بها ما يقرب من 5 مليون مهاجر مغربي غير شرعي، يرفض التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية التي لن يزيد عدد المغاربة الذين دخلو أراضيها بطريقة شرعية أو غير شرعية عن 100 ألف مغربي.

وأضاف أستاذ القانون الدولي أنه فيما يتعلق بالمعونة الأمريكية، شهدت السنوات الأخيرة تأخر في صرف المعونات المقررة لدعم الأنشطة التنموية المتعلقة بالتعليم والصحة والزراعة.

وأضاف الشيات أنه على الرغم من أن تقرير المساعدات الأمريكية للدول يقع في يد الكونغرس الأمريكي إلا أن قناعة ترامب دائما التي لا يتوان من التعبير عنها معادية للعرب.