الرئيس الأميركي دونالد ترامب
استمر للأسبوع الثاني في واشنطن، شجارٌ علني بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأجهزة الاستخبارات، بعد فتحه النار على نواب ديموقراطيين في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، وتفاقم أزمة نشر المذكرات السرية بين الجانبين، اذ يسعى الديموقراطيون الى نشر تقريرهم السري.
وشنّ ترامب هجوماً شخصياً على النائب آدم شيف، أبرز الأعضاء الديموقراطيين في اللجنة، وكتب على موقع «تويتر» أنه «يترك جلسات الاستماع المغلقة في اللجنة، ليسرّب معلومات سرية في شكل غير قانوني. يجب وقفه». كما وصفه بـ»صغير وكاذب»، وقارنه بالمديرَين السابقين لمكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) جون برينان. وردّ شيف عبر «تويتر» مستهزئاً بآداء ترامب، وداعياً إياه الى التركيز على هموم الناخبين واستحقاقات الهجرة وملفات أخرى، بدل مشاهدة التلفزيون ونشر تغريدات «كاذبة».
وكان مقرراً أن تصوت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب على رفع السرية عن مذكرة ديموقراطية، ساهم شيف في صوغها، رداً على نشر مذكرة جمهورية بإذن من ترامب الجمعة الماضي تتهم «أف بي آي» ووزارة العدل بـ»التحيّز» في ملف اتهام روسيا بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية، وبـ»تواطؤ» محتمل مع حملة الرئيس. لكن الحزب الجمهوري الذي يحظى بالغالبية في الكونغرس، أو ترامب، قد يعرقلان نشر المذكرة الديموقراطية التي قد تتضمّن معلومات مؤذية بالنسبة الى الرئيس، وعلاقة حملته الانتخابية بموسكو وفي ما يتعلق بالتحقيق الذي يقوده روبرت مولر في «ملف روسيا».
وقال الخبير في معهد «أميركا التقدمي» كين غود لـ»الحياة» إن ترامب يسعى، بحملته على شيف، الى التعتيم عن المذكرة الديموقراطية و»تسجيل نقاط سياسية بهجوم شخصي». ففي حال منع ترامب رفع السرية عن المذكرة، تتجه الأمور الى تصويت في مجلس النواب، مع استبعاد تمكّن الديموقراطيين من حصد الأصوات الكافية.
وتخوّف غود من ضرر يلحِقه نشر المذكرات السرية بمكانة أجهزة الاستخبارات الأميركية وسمعتها. وأظهرت استطلاعات رأي أن لدى 47 في المئة من الجمهوريين موقفاً سلبياً من «أف بي آي»، بعد انتقادات ترامب. ورأى غود أن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين وخصوم أميركا هم أبرز المستفيدين من الجدل» في هذا الصدد.
ومن المقرر أن يصوّت مجلس النواب الأميركي مجدداً الأسبوع الجاري على موازنة الحكومة الاتحادية، أو مواجهة سيناريو ثانٍ بإغلاقها، في حال عدم الاتفاق على مشروع يوافق عليه الحزبان قبل الخميس. وكشف العضوان في مجلس الشيوخ، الجمهوري جون ماكين والديموقراطي كريس كونس، تسوية في شأن الهجرة تحمي «الحالمين» المشمولين ببرنامج «داكا»، أي المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة أطفالاً في شكل غير شرعي، كما تُعزّز الأمن على حدود المكسيك، لكنها لا تتعهد تخصيص أموال لتشييد جدار على هذه الحدود. غير أن ترامب تمسك بموقفه المتشدد، وكتب على «تويتر»: «أي صفقة على داكا لا تشمل أمناً قوياً للحدود والجدار الذي نحتاجه بإلحاح، هي مضيعة للوقت. يبدو أن الديموقراطيين لا يهتمون بداكا. أبرموا صفقة!».
من جهة أخرى، فتح ترامب «جبهة» جديدة مع بريطانيا، إذ انتقد نظامها للتغطية الصحية، وكتب على «تويتر»: «يدفع الديموقراطيون من أجل نظام عام للتغطية الصحية، في وقت يتظاهر آلافٌ في المملكة المتحدة لأن نظامهم العام في صدد الإفلاس ولم يعُد يعمل. يريد الديموقراطيون أن يزيدوا الضرائب في شكل كبير، من أجل خدمات صحية سيئة. لا شكراً».