جريمة حرب
أعلن مسؤولون ليبيون مقتل 33 على الأقل، وإصابة أكثر من 70، في انفجار سيارتين ملغمتين ببنغازي في ليبيا، فيما تحدثت أنباء عن إصابة مدير إدارة مكافحة التجسس بجهاز المخابرات العامة الليبية.
وتقتصر هذه الحصيلة على الضحايا الذين تم ادخالهم الى مستشفى الجلاء في بنغازي، بحسب ما اوضحت فاديا البرغثي المتحدثة باسم المستشفى، مشيرة الى ان حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع.
وبدد الانفجار المزدوج الهدوء النسبي الذي شهدته ثاني أكبر المدن الليبية في الآونة الأخيرة بعد أن كانت مسرحا لصراع امتد لأكثر من ثلاث سنوات منذ 2014 وحتى أواخر 2017.
وقع الانفجار الأول أمام مسجد في حي السلماني بوسط بنغازي بينما كان المصلون يغادرون مسجدا بعد أداء الصلاة.
وبعد نحو 10 أو 15 دقيقة من وصول مسؤولي الصحة والأمن إلى موقع الانفجار وقع انفجار ثان أشد قوة نجم عن سيارة مرسيدس كانت متوقعة على جانب الشارع المقابل مما ألحق أضرارا بسيارة إسعاف ووقوع عدد أكبر من الإصابات.
وكان من بين القتلى أحمد الفيتوري من وحدة التحقيقات والاعتقالات التابعة للقيادة العامة لقوات أمن شرق ليبيا.
وقال مسؤولون إن مهدي الفلاح المسؤول الكبير بالمخابرات كان من بين المصابين الذين بلغ عددهم نحو 50.
وقال مسؤولون إن من بين الضحايا مدنيين منهم مواطن مصري يعمل في متجر للخضراوات أمام المسجد.
وقال مسؤولو الصحة إن العدد قد يرتفع لأن بعض المصابين حالتهم خطيرة. ولم يتضح على الفور من المسؤول عن الهجوم.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الغرفة الأمنية المركزية في بنغازي طارق الخراز أن الإسعافات لا تزال متوالية.
كما تقوم فرق البحث الجنائي والأجهزة الأمنية الأخرى بالتحقيق في الحادث للوصول إلى الجناة، واكد الخراز أن التفجيرين تما بقصد استهداف أكثر عدد من المدنيين بمنطقة السلماني المكتظة بالسكان.
وادانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التفجيرين، وقالت البعثة إن "الاعتداءات المباشرة أو العشوائية ضد المدنيين محرمة بموجب القانون الإنساني الدولي وتعد بمثابة جرائم حرب".
وحققت القوات الموالية للقائد العسكري المتمركز في شرق البلاد خليفة حفتر النصر في صراع بنغازي بعد معارك مطولة ضد إسلاميين وخصوم آخرين تسببت في دمار المدينة الساحلية.
وشهدت المراحل الأخيرة من الصراع عدة تفجيرات استهدفت شخصيات على صلة بالجيش الوطني الليبي الذي يتزعمه حفتر لكن عدد ضحايا تفجيري الثلاثاء أعلى من المعتاد.
وأعلن الجيش الوطني الليبي النصر في بنغازي في يوليو لكن الاشتباكات المتقطعة ظلت سارية حتى الشهر الماضي عندما سيطر الجيش الوطني على آخر معقل لخصومه.
وليبيا غارقة في حال من الفوضى منذ الانتفاضة الشعبية التي أنهت نظام معمر القذافي عام 2011.
وبنغازي التي كانت معقل الثورة اصبحت معقلا للجماعات الجهادية. وشهدت المدينة اعمال عنف استهدفت خصوصا الدبلوماسيين وقوات الأمن.