الكشف عن نظارة ذكية تعمل بتقنية «الواقع المختلط»

الأربعاء 27 ديسمبر 2017 8:07 ص
الكشف عن نظارة ذكية تعمل بتقنية «الواقع المختلط»

النظارة الجديدة تتميز بعدد من الكاميرات والميكروفونات التي تلتقط كل ما تراه وتسمعه

جنوب العرب - جنوب العرب - القاهرة

بعد ست سنوات من العمل في تكتم وسرية تامّين، وإنفاق 1.9 مليار دولار في صورة استثمارات وتمويلات متتالية، كشفت شركة «ماجيك ليب»، أخيراً، عن نظارتها الذكية العاملة بتقنية «الواقع المختلط»، القادرة على تقديم رؤية فائقة الوضوح، وتمزج بسلاسة بين الكائنات الرقمية النابضة بالحياة التي يمكن إسقاطها لتختلط وتتوحد مع كل ما هو موجود بالواقع الحقيقي، في حقل رؤية مبهر ثلاثي الأبعاد، يفتح مجالاً لتطبيقات عديدة وواسعة في مجالات تصفح الإنترنت والتسوق، وفتح شاشات متعددة افتراضية، والوجود عن بعد، إضافة إلى تطبيقات الترفيه والألعاب.

نظارة محسّنة

وعرض موقع «ماجيك ليب» magicleap.com/‏‏‏stories/‏‏‏media وصفاً للتقنية التي تعمل بها الشركة، ورؤيتها في العمل، والعديد من حالات الاستخدام للنظارة الجديدة. ووفقاً للمعلومات المنشورة في الموقع، فإن «ماجيك ليب» ظهرت للوجود في عام 2010 بولاية فلوريدا الأميركية، بعد أن أسسها، روني أبوفيتز، بغرض تصنيع أجهزة بصرية محمولة يتم ارتداؤها على الرأس تعمل على تركيب صور ثلاثية الأبعاد منتجة بواسطة الحاسب على الأجسام في العالم الحقيقي، وذلك من خلال تسليط مجال ضوئي رقمي إلى عين المستخدم.

وبلورت «ماجيك ليب» مشروعها الرئيس في بناء «نظارة محسّنة يمكنها أن تمزج بسلاسة رسومات الحاسب والعالم الحقيقي»، وهو مشروع ينافس مشروع «هولولينس» من شركة «مايكروسوفت».

وأطلقت «ماجيك ليب» مصطلح «الواقع المختلط» على التقنية التي تعمل عليها، بدلاً من الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وغيرها من التسميات الاخرى السائدة، وبررت ذلك بأن أجهزة الواقع المعزز والافتراضي التقليدية تعمل بتقنية «الستريوسكوب» ثلاثية الابعاد التي تعمل على إيهام العينين بأن الأجسام التي تراها مجسمة، وذلك بأن ترى كل عين صورة مختلفة وبزاوية مختلفة للجسم نفسه، وهذا ما تفعله اجهزة مثل نظارات «أوكليليوس ريفت»، و«سامسونغ جير» للواقع الافتراضي، وغيرها. أما تقنية «ماجيك ليب»، فتستخدم جهاز عرض صغير جداً لتسليط الضوء والصور عبر «مجال ضوئي رقمي» إلى عيني المستخدم مباشرة، ومن ثم يمزج هذا المجال أو يخلط ما هو رقمي مع ما هو حقيقي وفعلي، فلا يستطيع المخ التفرقة بين الضوء المنبعث من جهاز العرض وبين الضوء المنعكس من الأجسام في العالم الحقيقي، ما يؤدي إلى رؤية صور رقمية حية مدمجة في العالم الحقيقي تُظهر انعكاسات مثل الأجسام المادية الحقيقية.

حجم التمويلات

ولاقت الشركة وخططها قبولاً من المستثمرين بدءاً من أكتوبر 2014، حينما جمعت 540 مليون دولار كتمويل استثماري من مستثمرين، أهمهم شركات «غوغل»، «كوالكوم»، «آندرسن هورويتز» و«كلينر بيركنز»، وظل الرقم يرتفع بصورة متواصلة، فيما بقيت «ماجيك ليب» تعمل على مشروعها بصورة سرية، وعند الكشف عن أول طراز من نظاراتها، كان حجم التمويلات الاستثمارية التي حصلت عليها الشركة بلغ 1.9 مليار دولار.

وحمل هذا الطراز اسم «كرييتور وان»، ويضم ثلاثة أجزاء، الأول نظارة تضم مجموعة من أجهزة الاستشعار على الجبهة، والثاني بطارية وحزمة حوسبة مصممة ليتم ارتداؤها على الحزام ويرتبط بالجزء الأول عبر سلك، فيما الجزء الثالث عبارة عن وحدة تحكم لاسلكية تستخدم في عمليات التواصل والادخال، وهي صغيرة بحيث يتم استخدامها في راحة اليد. ووفقاً للمعلومات المنشورة على موقع الشركة فإن النظارة الجديدة سيبدأ تسويقها خلال العام المقبل 2018، حيث يتم حالياً إدخال المزيد من التحسينات والتطويرات عليها.

ولم تذكر الشركة أسعاراً محددة لنظارتها، لكن مصادر مقربة من الشركة أفادت بأن الاسعار ربما تراوح بين 1000 و1500 دولار.

«حقل الضوء»

وقال الرئيس التنفيذي لـ«ماجيك ليب»، روني أبوفيتز: «إذا كانت (ماجيك ليب) تستطيع فقط تشغيل وإدارة أجزاء من (حقل الضوء) الذي تنظر إليه العين، فإنه يمكن تحويله إلى سماعة»، مضيفاً: «كانت فكرتنا أننا إذا استطعنا معرفة هذه الإشارة الضوئية أو تقريبها، فربما سيكون من الرائع حقاً ترميز ذلك ونقله إلى شريحة إلكترونية، وبذلك يمكننا أن نصنع شريحة إلكترونية تنبعث منها إشارة ضوء رقمي راجعة إلى المقدمة أو الواجهة مرة أخرى، وهذه هي الفكرة الأساسية».

وأوضح أبوفيتز أن «هذه التكنولوجيا المتقدمة تسمح للدماغ بمعالجة الكائنات الرقمية بشكل طبيعي بالطريقة نفسها التي نعالج بها الأشياء في العالم الحقيقي».

الخصوصية

وأثار الكشف عن منتجات «ماجيك ليب» قلق المعنيين بقضايا الخصوصية الفردية، فمثل معظم النظارات الذكية، ستجمع نظارات «ماجيك ليب» تياراً مستمراً من بيانات المستخدم، لكنها تختلف في كونها تتميز بمجموعة من الكاميرات والميكروفونات التي تلتقط كل ما تراه وتسمعه. وتكشف الكاميرات الأشكال في المحيط، حيث يمكن للميكروفونات أن تأخذ الأوامر الصوتية. فعلى المستوى العملي يمكنها مسح المنتجات تلقائياً في محل بقالة، ثم تواصل تقديم خدمات مماثلة لكل ما يصادفه المرء خلال يومه، ما يعني أنه سيكون هناك فيض من البيانات والمعلومات التي توصف على نحو دقيق كل ما قام به المستخدم أو فعله وفكّر فيه طوال الوقت.

التعليقات

علوم وتكنولوجيا

الأربعاء 27 ديسمبر 2017 8:07 ص

كشفت ميتا عن شراكة مع استوديو أفلام الرعب الأمريكي "بلومهاوس" Blumhouse الذي أنتج خصوصا فيلم "غت أوت".وذلك لاختبار أداة الذكاء الاصطناعي التوليدي الجد...

الأربعاء 27 ديسمبر 2017 8:07 ص

على الرغم من أنه لا يمكن تجنبها تماما، إلا أنه وفقا للخبراء، يمكن للنظام الغذائي الصحيح أن يساعد بشكل كبير على مكافحة الشيخوخة. وذلك لأن الأطعمة التي...

الأربعاء 27 ديسمبر 2017 8:07 ص

تطور شركة غوغل أداة ذكاء صناعي توليدي تفوق قوتها قوة أحدث إصدار من منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي المنافسة 4 ChatGPT بخمس مرات. ومن المنتظر أن تصل قو...