المحرّمي بين سبتمبر وأكتوبر.. خطاب رمادي أم تمسّك بالجمهورية اليمنية؟

الاثنين 13 أكتوبر 2025 9:03 م
المحرّمي بين سبتمبر وأكتوبر.. خطاب رمادي أم تمسّك بالجمهورية اليمنية؟

المحرّمي بين سبتمبر وأكتوبر.. خطاب رمادي أم تمسّك بالجمهورية اليمنية؟

جنوب العرب - عدن - محمد السقاف

أثار تصريح نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي، العميد عبدالرحمن المحرّمي، بمناسبة الذكرى الـ(61) لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة، جدلاً واسعاً في الأوساط الجنوبية، بعد أن غابت عنه الإشارة الصريحة لهدف التحرير والاستقلال لدولة الجنوب، وبرز فيه ربطٌ بين ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ما حمل دلالات سياسية لا يمكن تجاهلها.

في تصريحه، قال المحرّمي إن "ثورة أكتوبر قامت على أهداف سامية تتمثل في التحرر والاستقلال وتحقيق العدالة الاجتماعية"، دون أن يحدد هوية الدولة المقصودة بالتحرر أو الجهة التي يُراد الاستقلال عنها.
هذا الغموض في الصياغة، إلى جانب تركيزه على العدالة الاجتماعية، جعل الخطاب يبدو أقرب إلى خطاب الجمهورية اليمنية التقليدي، لا إلى الخطاب الجنوبي التحرري الواضح.

بين رمزية الخطاب ومغزى الغياب

غياب الحديث عن دولة الجنوب في مناسبة وطنية جنوبية خالصة لا يمكن أن يكون محض صدفة.
فالتحرر والاستقلال كانا في جوهرهما شعارين لثورة الجنوب ضد الاستعمار البريطاني، وامتداداً لذلك هما اليوم تعبيرٌ عن مشروع الاستقلال الثاني من واقع الوحدة المفروضة.
لكن المحرّمي، بصفته عضواً في مجلس القيادة الرئاسي، اختار أن يتحدث بلغة رمزية عامة لا تُغضب أحداً — لغة تبتعد عن خطاب الاستقلال الجنوبي الصريح، وتتماهى مع الموقف الرسمي للدولة اليمنية الموحّدة.

الربط بين سبتمبر وأكتوبر.. إحياءٌ للسردية الوحدوية

الربط الذي أشار إليه المحرّمي بين ثورتي سبتمبر وأكتوبر، باعتبارهما منطلقين "للتجربة الوطنية اليمنية"، يحمل في طيّاته بعداً سياسياً عميقاً.
فهذا الربط هو ذاته الخطاب الذي تبنّاه النظام اليمني بعد الوحدة عام 1990، حين صوّر الثورتين كحدثٍ واحدٍ أدى إلى "تحقيق الوحدة اليمنية".
إعادة استحضار هذا المفهوم اليوم تعني عملياً تمسّكاً ضمنياً بمفهوم الجمهورية اليمنية، ولو بصيغةٍ مخفّفة، وتجنّباً لأي حديثٍ عن استقلال الجنوب أو فك الارتباط.

بين الانتقالي والرئاسة.. لغة وحدوية

المحرّمي، باعتباره قيادياً في المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة، وعضواً في مجلس القيادة الرئاسي من جهة أخرى، يقف على خط تماس سياسي حساس.

لذلك اختار خطاباً وسطياً رمادياً يحاول من خلاله الموازنة بين انتمائه الجنوبي وموقعه الرسمي، لكنه في الوقت نفسه أعطى انطباعاً بأنه يميل إلى التمسك بإطار "الجمهورية اليمنية" أكثر من التفاعل مع نبض الشارع الجنوبي، الذي احتشد بالملايين اليوم في الضالع وغداً في حضرموت لتجديد العهد لثورة الرابع عشر من أكتوبر وتحقيق الاستقلال الثاني للجنوب.

وبالتالي، يمكن خلاصة تصريح المحرّمي باعتباره وحدوياً صريحاً في مضمونه، من خلال ابتعاده عن الخطاب الجنوبي التحرري الواضح، واستعادته مفردات الدولة اليمنية الجامعة بطريقةٍ محسوبة.
فالربط بين سبتمبر وأكتوبر، وتغييب مشروع دولة الجنوب التحرري، والتركيز على العدالة الاجتماعية بدل التحرير الوطني، كلها مؤشرات على أن المحرّمي أراد البقاء في المنطقة الرمادية المائلة نحو الوحدة.

خصوصاً أن هناك فرقاً جوهرياً بين الثورتين؛ فثورة 14 أكتوبر قامت ضد الاستعمار البريطاني الأجنبي حتى تحقق التحرير الكامل والنصر في 30 نوفمبر 1967م بإعلان الاستقلال الأول لدولة الجنوب العربي، بينما قامت ثورة سبتمبر في الشمال ضد الحكم الإمامي في إطار الجمهورية العربية اليمنية آنذاك.

والخلاصة في لحظةٍ جنوبية حاسمة، يبدو أن الرمادية السياسية لا تنسجم مع وضوح الشارع الجنوبي الذي يهتف اليوم لاستكمال هدف ثورته التاريخية: التحرير والاستقلال الكامل وبناء دولة الجنوب المستقلة.
 

التعليقات

شؤون محلية

الاثنين 13 أكتوبر 2025 9:03 م

أصدر المهندس أحمد بن أحمد الميسري، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي العام الجنوبي، بيانًا صحفيًا وصف بالناري، بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة الرابع عش...

الاثنين 13 أكتوبر 2025 9:03 م

عشية ذكرى ثورة 14 أكتوبر، أعلن الإعلامي العدني البارز وديع منصور أنه لن يحتفل بأي مناسبة وطنية، وذلك احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية وتزايد فقر ال...

الاثنين 13 أكتوبر 2025 9:03 م

 في ذكرى ثورة 14 أكتوبر، وجه نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، اليوم الإثنين، انتقادات حادة للقيادات الحالية في...

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر