تقرير إسرائيلي يكشف قلق تل أبيب من صفقة غواصات متطورة بين القاهرة وباريس
أثار تقرير إعلامي إسرائيلي حالة من القلق داخل الأوساط الأمنية والسياسية في تل أبيب، على خلفية تقارير عن صفقة عسكرية محتملة بين مصر وفرنسا تتضمن شراء غواصات "سكوربيون 2000" المتطورة، في إطار مساعي القاهرة لتعزيز قدراتها البحرية.
وذكر موقع "نزيف نت" الإسرائيلي، نقلاً عن مصادر استخباراتية، أن المفاوضات بين مصر وفرنسا بشأن الصفقة انطلقت منذ عام 2021، وتشهد حالياً زخماً جديداً بعد الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة في أبريل الماضي.
وبحسب التقرير، فإن الغواصات الفرنسية تتمتع بقدرات قتالية وتقنية عالية، بطول يتراوح بين 66 و75 متراً، وعمق غوص يصل إلى 350 متراً، مع قدرة على البقاء تحت الماء لمدة 50 يوماً متواصلاً. وتبلغ سرعتها 23 عقدة، ومدى تشغيلي يصل إلى 12 ألف كيلومتر.
التقرير الإسرائيلي أعرب عن قلق واضح من أن امتلاك مصر لهذه الغواصات سيمنحها تفوقاً استراتيجياً بحرياً في المنطقة، خاصة في ظل ما وصفه بـ"البند المقلق" المتعلق بنقل التكنولوجيا الفرنسية إلى القاهرة، ما يفتح الباب أمام تطوير قدرات محلية لتصنيع الغواصات مستقبلاً.
في السياق ذاته، أكد الدكتور محمد عبود، أستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس والمتخصص في الشأن الإسرائيلي، أن الجيش المصري يمثل العقبة الأكبر أمام التوسعات الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بخطط تهجير الفلسطينيين.
وقال عبود، في تصريحات خاصة لقناة "RT"، إن "الجيش المصري القوي والمتأهب دائماً يمنع إسرائيل من تنفيذ مخططات تهجير قسري، ولو لم تكن مصر بهذه القوة، لما ترددت تل أبيب في تنفيذ تلك الخطط". وأوضح أن الحملة الإعلامية الإسرائيلية ضد صفقات التسلح المصرية يقودها اليمين الإسرائيلي وأنصار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عبر هجمات إعلامية ومنصات إلكترونية.
في المقابل، أشار عبود إلى أن بعض الأصوات المعتدلة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تحرص على التأكيد على التزام تل أبيب باتفاقية السلام مع مصر، مدركةً أن إسرائيل ليست في موقع يسمح لها بالمغامرة عسكرياً.
وأضاف: "الجيش الإسرائيلي بات أقرب إلى نمر من ورق، يعاني من الإنهاك بسبب الحروب المتكررة في غزة ولبنان وسوريا، إضافة إلى انخفاض الروح المعنوية وارتفاع الإصابات الجسدية والنفسية بين جنوده".
وأشار إلى أن إسرائيل تواجه أزمة متفاقمة في التجنيد، حيث تتزايد حالات تخلف جنود الاحتياط عن الاستجابة لأوامر التعبئة، ما يقلص جاهزيتها لمواجهة جيش نظامي قوي مثل الجيش المصري.
الجدير بالذكر أن مصر تمتلك حالياً أسطولاً من الغواصات الألمانية طراز "209"، ما يضعها ضمن قائمة الدول القليلة في المنطقة التي تمتلك أسطولاً متنوعاً ومتقدماً من الغواصات.
وتأتي هذه التطورات في ظل توطيد الشراكة الدفاعية بين مصر وفرنسا، لا سيما في مجالات التسلح والتعاون البحري، ما يعزز من حضور القاهرة الإقليمي في البحرين الأحمر والمتوسط.