خطابان للسيسي الفارق بينهما 10 سنوات.. كيف تغيرت مصر من انقطاع الكهرباء للطاقة النووية؟
10 سنوات مرت على ثورة 30 يونيو 2013، وقد شهدت مصر فيها تطورا كبيرا في شتى المجالات، لعل أبرزها تحول مصر من أزمة انقطاع الكهرباء إلى تصديرها.
ويعد مجال الكهرباء والطاقة واحدا من أبرز المجالات التي شهدت تطورا كبيرا خلال تلك الفترة، ويؤكد الدكتور حافظ سلماوي أستاذ هندسة الطاقة بجامعة الزقازيق في تصريحات خاصة لـRT أن وضع الطاقة والكهرباء في مصر عام 2013 كان مأزوما للغاية في قطاع الطاقة ككل، سواء في الغاز أو الكهرباء نتيجة لانخفاض الإنتاج من الغاز بكميات كبيرة مما انعكس سلبيا على وضع الكهرباء.
وأوضح أن قطاع الكهرباء كان يعاني من غياب المشروعات التي يجب تنفيذها، مشيرة إلى أن الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو 2013 قامت بمعالجة الوضع على 3 مراحل، المرحلة الأولى تمثلت في مواجهة الأزمة واستمرت حتى مايو 2015، ثم مرحلة تثبيت الوضع والانطلاق من 2015 حتى أكتوبر 2018، ثم المرحلة الأخيرة من 2018 حتى اليوم.
وأضاف أن الدولة المصرية قامت باستيراد الغاز الطبيعي في المرحلة الأولى لمواجهة الوضع المتضرر للغاية والذي لم تواجهه مصر قبل ذلك، مشيرا إلى أنه تم بناء ميناء كامل مخصص لذلك واستئجار مركبين للغاز المسال وربط المراكب بشبكة الغاز المصرية، مما أدى إلى إحداث معالجة عاجلة لأزمة الكهرباء التي تعاني منها مصر، مشيرا إلى القاهرة عملت على إعادة جدولة المديونية وسدادها فتم سداد 5 مليار دولار من المديونية التي كانت تبلغ 6.2 مليار دولار بحيث تستطيع إعادة شركات الغاز للعمل من جديد في السوق المصري.
وأشار الخبير المصري إلى أنه نتيجة التفاوض بعد 30 يونيو وصلت أول شحنة من الغاز في أول مايو 2015، ومنذ ذلك التاريخ بدأ يحدث استقرار في إمدادات الكهرباء، موضحا أنه في هذا الوقت أيضا بدأ يحدث بما يسمى الخطة العاجلة للكهرباء خلال هذه الخطة تم بناء 6.8 جيغاوات جديدة، ما يمثل 20% من قدرة مصر الإنتاجية للكهرباء.
أما المرحلة الثانية، وجاءت خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، وتم خلاله التوقيع على 3 محطات إنتاج الكهرباء العملاقة مع شركة سيمنز الألمانية، وتم بناؤها في أقل من 3 سنوات وبالتالي يعد إنجازا غير مسبوق حتى بالنسبة لشركة سيمنز أيضا.
وأوضحت أن مصر نجحت في أكتوبر 2018 في تحقيق أمرين الأول أن محطات سيمنز اكتملت بشكل نهائي، فضلا عن التوسع المطلوب إدخاله بحيث تم الوصول إلى مضاعفة الـ30 جيغاوات التي كانت لدى مصر في 2013 إلى 60 جيغاوات، وفي نفس الوقت حققت مصر الاكتفاء الذاتي والتوقف عن الاستيراد نتيجة الاكتشافات الجديدة مثل اكتشاف حقل ظهر.
وأوضح أن حقل ظهر يعد إنجازا غير عادي حيث تم اكتشافه في 2015، وبدأ الإنتاج في 2017، وأصبح هناك ذروة في الإنتاج بعام 2018، موضحا أن إسرائيل اكتشفت حقل ليفياثان في 2009 ولم يبدأ الإنتاج إلا في 2019، وهو ما يؤكد النجاح المصري.
وأضاف أن الدولة اتجهت إلى التوسع في محطات الطاقة المتجددة، وإنشاء محطة بنبان للطاقة الشمسية، حتى تبدأ مرحلة الاستقرار في الطاقة.
وأضاف أن مصر بدأت بعد ذلك بإصدار استراتيجية الطاقة مصر 2035، وإصدار بعض التشريعات مثل قانون الكهرباء وقانون الطاقة المتجددة وقانون الغاز، وحصل نوع من الثورة التشريعية لقطاع الطاقة عموما خلال هذه الفترة.
كما عملت مصر على تنويع مصادر الطاقة، ومن هناك جاء الاهتمام بالطاقة النظيفة مثل الطاقة النووية التي لا تنتج ثاني أكسيد الكربون، وتم التوقيع مع روسيا على 4 اتفاقيات خاصة بالمحطات بقدرة 4.8 ميغا وات، وهو دخول طاقات متجددة ونووية.