مصريون يردون بقوة على السلام مع إسرائيل.. ويذكرون تل أبيب بالجواسيس حتى عام 2017
علقت مجموعة من الخبراء المصريين على تصريحات المحلل السياسي الإسرائيلي حاييم لفنسون، حول أن اتفاق السلام مع مصر هو اتفاق وهمي.
وقال الباحث المتخصص في الشأن الصهيوني وأهم الرافضين للتطبيع محمد سيف الدولة، ردا على حديث المحلل الإسرائيلي إنه ليس سلاما وهميا بل الوصف الأصح له أنه سلام بالإكراه سلكته القيادة السياسية بعد حرب 1973 تحت ضغط وإكراه احتلال أراضينا بالقوة بالمخالفة لميثاق الأمم المتحدة ثم رفض الأمريكان صدور قرار بانسحاب القوات المحتلة عام 1967 على غرار القرار الذي صدر عام 1956 ثم تدخل أمريكا ضدنا في حرب 1973 ثم فرض قيود أمنية على قواتنا في سيناء في المادة الرابعة من اتفاقية السلام ثم التهديد الأمريكى الصريح لمصر في ما يسمى بمذكرة التفاهم الأمريكية الإسرائيلية الموقعة في 25 مارس 1979.
وتابع سيف الدولة في تصريحات لـRT أنه رغم توقيع السلطات المصرية إلا أن الشعب المصري بكل فئاته لم يتوقف عن رفض المعاهدة ورفض التطبيع على امتداد 45 عاما، وكانت السفارة الوحيدة التى أغلقتها المظاهرات في ثورة يناير هي سفارة إسرائيل، ناهيك عن الجرائم اليومية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين.
من جانبه، قال الشيخ سعد الفقي وكيل وزارة الأوقاف الأسبق والكاتب والباحث في تصريحات لـRT أن المحلل السياسي الإسرائيلي حاييم لفنسون، والذي قال في تقرير له، إن اتفاق السلام مع مصر هو اتفاق وهمي له الحق في ذلك، لأن هناك فرق بين معاهدات الدول والتطبيع بين الشعوب، وصحيح أن بيننا وبين إسرائيل معاهده سلام إلا أن آثارها لم تمتد إلى الشعب المصري.
وتساءل سعد الفقي عن أي سلام يتكلم عنه المحلل الإسرائيلي والاشقاء الفلسطينيون مازالوا يقتلون بدم بارد ومازالوا يطاردون في أراضيهم، موضحا: "أي سلام يتحدث عنه الصهاينة ومازلنا نتذكر ونتألم لما حدث لأبنائنا الأسرى والذين قتلوا تحت جنازير الدبابات وهم أحياء، أي سلام يتحدث عنه المحلل الواهم ومازالت إسرائيل تحتل مزارع شبعا في جنوب لبنان، وأي سلام يتحدث عنه اليهود وقد نقضوا كل العهود والمواثيق فهؤلاء لاعهد لهم ولاميثاق".
وقال الفقي أن السلام لايتحقق بالأكاذيب والاستيلاء على حقوق الغير وقتل الاطفال والأبرياء، ولكنه يتحقق بعوده الحقوق إلى أصحابها وإلا فمصير المعتدي هو الثأر منه وبالتالي لا سلام إلا برد الحقوق
وعوده المقدسات إلى أهلها.
وقال وكيل وزارة الأوقاف الأسبق أن الوهم صنعه اليهود من خلال تصرفاتهم الحمقاء وغطرستهم وأنهم شعب الله المختار وهذا كذب جملة وتفصيلا، فالحقوق حتما ستعود والمظالم سترد إن لم يكن اليوم فالغد قادم لامحالة.
ومن جانبه، قال المفكر والقيادي الناصري المصري صفوت حاتم، ما قاله المحلل الإسرائيلي ووصف به السلام مع مصر بأنه سلام وهمي، يؤكد ظني في أن معاهدة كامب ديفيد ليست سوى معاهدة ورقية وقعها الطرفان لظروف سياسية خاصة بحسابات الأنظمة الحاكمة آنذاك.
وتابع في تصريحات لـRT: "قد لقت المعاهدة معارضية سياسية وشعبية لما بها من قصور في الحقوق المصرية الخاصة بالسيادة على الأرض، وقد أثبت السلوك الإسرائيلي عدم جديته في السلام مع العرب إلا بمنطق القوة والتدليس، ولأن القوة والتدليس امور ليس دائمة فسيأتي حتما الوقت الذي تنتهي فيه هذه الأمور وتظهر الحقائق الثابتة وهي أن دولة الكيان هي دولة عنصرية ودولة احتلال، وأن هذا هو جوهر وجودها ووظيفتها".
وأشار حاتم: "كما أن السلوك الإسرائيلي بما فعله في المفاعل النووي العراقي، وغزوه المتكرر للبنان، وقصفه المتكرر لغزة، وحصار الضفة الغربية، والقصف المتكرر لسوريا كلها أمور تدفع أن السلام الهش مع مصر لن يدوم، فعلى الرغم من المعاهدة والسلام المزعوم مع مصر لم تتوقف الأخيرة عن الكشف عن جواسيس لإسرائيل ومحاكمتهم، وهو مؤشر عما تضمره إسرائيل تجاه مصر، وقد يكون حقيقيا ما وصفه البعض أن معاهدة السلام ليست سوى هدنة باردة بين البلدين ستتغير بتغير الظروف السياسية والمؤسساتية في أحد البلدين أو كلاهما".
وقال الباحث السياسي المصري أحمد رفعت في تصريحات لـRT، على لفنسون أو غيره أن يسأل نفسه عن أي سلام يتحدثون، فمصر وقعت اتفاقية سلام عام 1979 وفي مفاوضاتها رفض بيغن حضور الفلسطينيين وقال لن أجلس مع إرهابيين رغم أنهم أصحاب الأرض.
وتابع رفعت: "رغم السلام مع مصر لا تمر سنة إلا ويسقط جواسيس إسرائيليون في مصر بفضل أجهزتنا النشطة لكن لا يزال حكام الكيان الإسرائيلي يعتبرون مصر هي عدوهم الأكبر، فمنذ عام 2002 إلى 2017 تم ضبط 25 شبكة تجسس إسرائيلية في بلادنا حتى بلغ عدد جواسيس الموساد في تلك الـ15 عاما بلغ 64 ربعهم إسرائيليون والباقي مجندين من جنسيات مختلفة".
وأوضح الباحث المصري: "نتذكر جميعا عماد إسماعيل، وسيد صابر، وطارق عبد الرازق، ومحمد العطار، وأخرين وسيسقط أي جاسوس في أيدي رجال أجهزتنا الأمنية مهما بلغ الحذر والتخطيط،
عن أي سلام يتحدث لفنسون أو غيره، فليحاسبوا أنفسهم وقياداتهم وما يرتكبوه من جرائم قبل أن ينظروا إلي رد فعل الاخرين".