تشهد الساحة الأوكرانية حرب جانبية طاحنة بين الدرون (الطائرات المسيرة) التركي الداعم لكييف ونظيره الإيراني الداعم لموسكو، ولا ينكر أحد دور البيراقدار في المواجهات الأخيرة، حتى ان زيلينسكي منح وسام الاستحاق للمدير العام لشركة "بيرقدار" قبل ان يعرض عليه خلوق بيرقدار اقامة مصنع لتصنيع الطائرات التركية على الأراضي الأوكرانية.
وما كان اشتعال جبهة "أرمينيا/ اذرابيجان" إلا رد فعل من موسكو على تخطي الدعم التركي لكييف الخطوط الحمر، بينما ينتظر بوتين سقوط أول قطعة ثلج من السماء على أوروبا (فصل الشتاء) كي يبدأ في جولته الأولى ضد الناتو لا أوكرانيا، أي ضد الأصلاء لا الوكلاء، على أمل أن يتحسن موقف روسيا من الحرب التي انتصرت فيها طاقويا، واستنزفت فيها بشدة عسكريا، بينما الواقع يقول لا انتصار عسكري حاسم أو شبه حاسم لروسيا سوى باستخدام السلاح النووي وليس ضد كييف فقط، وذلك الأخطر.
ولذلك الجيوش الغربية الأن تتدرب على أمرين، الأول كيفية مواجهة المظاهرات في الداخل، في حال تفاقم الوضع جراء نقص إمدادات الطاقة وغيرها، والثاني مواجهة ضربة نووية من روسيا.
أخيراً وليس آخراً الدرجة الحالية لـ "ترمومتر الحروب" عندما تضعه في بحر إيجة، أو في بحر الصين الجنوبي، أو في اسيا الوسطى، أو في اوروبا، أو في افريقيا يقول ان مع بداية العام الجديد ستعم الحروب وبالتالي المجاعات أغلب مناطق العالم، ويبقى السبب الرئيس في تدهور حال الكوكب الذي خرج عن السيطرة، هي نفس العصابة التي تدفع بأحد الدمى التي صنعتها ونصبتها رئاسة دولة ما، ثم تضع الحطب والبنزين على حدود دولته مع جيرانه، كي تشعلها العصابة فتحترق الدُمْيَة بالهدف المراد، وذلك ما حدث مع زيلنيسكي أوكرانيا بالأمس، وتايوان اليوم (لذلك الصين لم تندفع حتى الأن برغم كل الإستفزازات الأمريكية الرهيبة) وغدا سيكون هناك المزيد من تلك الدمى التي ستخوض حروبا بالوكالة نيابة عن الكبار سواء من الغرب أو الشرق، فالعالم يستعد بكل قوة للأسوأ.
فادي عيد
المحلل السياسي المتخصص في شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا