دروع صدام حسين البشرية يريدون أن تعترف بريطانيا بجريمتها

الخميس 05 أغسطس 2021 9:23 م
دروع صدام حسين البشرية يريدون أن تعترف بريطانيا بجريمتها

صدام حسين

جنوب العرب - لندن

كشفت تقارير صحفية عالمية أنه بعد 3 عقود، لا يزال رهائن استخدمهم الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين كدروع بشرية، يطالبون الحكومة البريطانية بالاعتراف بجريمتها بحقهم.

تعود الواقعة إلى أغسطس/ آب 1990، تم سحب الرهائن الذين استخدمهم صدام حسين كدروع بشرية من طائرة تابعة لشركة الطيران البريطانية "بريتش إيرويز"، أثناء توقفها في الكويت في طريقها إلى كوالالمبور، بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس".


وكانت الرحلة "بي أيه 149"، قد توقفت وهي في طريقها من لندن إلى كوالالمبور، بمطار الكويت بعد ساعات قليلة من بدء الغزو العراقي للكويت، وتم احتجازهم واستخدمهم صدام حسين كدروع بشرية.

قصف الجيش العراقي المطار، وتم جمع كل الركاب لبضعة أيام في فندق قريب تديره هيئة الأركان العامة العراقية، ثم نُقلوا إلى بغداد واستخدموا أخيرا "دروعا بشرية" في مواقع استراتيجية.

سر بريطاني
ولكن ما كشف عنه كتاب بريطاني باسم "عملية حصان طروادة"، أن بريطانيا تعمدت إرسال الرحلة إلى الكويت في ذلك التوقيت.

ويذكر الكتاب أن بريطانيا سعت إلى إدخال 9 عملاء من المخابرات البريطانية إلى الكويت، وكانت على علم بالخطر الذي قد يتعرض له الركاب المدنيين، ورغم ذلك أصرت على القيام بتلك العملية الخطرة.

ونقلت الوكالة الفرنسية عن مؤلف الكتاب، ستيفن ديفيس، قوله إن لندن تلقت معلومات من الاستخبارات الأمريكية تبلغها بالغزو العراقي، كما أن برج المراقبة في المطار الكويتي، كان يرفض هبوط كل الرحلات الأخرى في تلك الليلة، ولكن بريطانيا أصرت على هبوط الطائرة، لإدخال عملائها إلى الكويت.

وقضى عدد من الركاب وأفراد الطاقم الـ367 في الطائرة المتوجهة إلى كوالالمبور، أكثر من أربعة أشهر في الأسر، ووضعوا في مواقع تشكل أهدافا محتملة للتحالف الغربي.

مؤامرة الصمت
ونقلت الوكالة عن أحد دروع صدام البشرية، باري مانرز، 55 عاما، قوله، إنه كان مسافرا مع رفيقه حينذاك لاجتماع لعائلة الأخير في ماليزيا.

وصرح مانرز أن "مؤامرة الصمت" حول هذه الأحداث قوضت ثقته في السلطات. وقال "إنه أمر مناقض للقيم التي تعلمناها ولجوهر المجتمعات الغربية بحد ذاته".

واستذكر ما حدث بقوله إنه كان يخشى أن يصدر الأمر للسجانين بإعدام السجناء.

بعد أربعة أشهر في الأسر، تمكن من العودة إلى لندن لكنه عانى من مشاكل نفسية بعد وفاة رفيقه في 1992.

هدية صدام
من جهتها، تذكر مارغريت هيرن، 65 عاما، أن صورة لطفليها الصغيرين كانت تبكيها في الأسر، لكن تدريجيا حل الملل محل الخوف.

وتقول هيرن "فقدت الإحساس، فالوضع يجعلك تفقد الإحساس بالأشياء، حيث لا يمكن تحمل هذا الحجم من الخوف والقلق".

وكشفت أنها نقلت من الكويت إلى البصرة وبغداد، ثم إلى مكانين للاحتجاز في الصحراء خلال خمسة أسابيع من الأسر.

وتتذكر رهائن يصادقون حراسهم عبر لعب كرة القدم في تناقض صارخ مع هول العنف وعمليات الإعدام الوهمية والحرمان، التي تعرض لها البعض.

وقالت هيرن لفرانس برس: "كنا مجرد هدية لصدام، تمكنت من تجاوز المحنة بوضعي كل ذلك في صندوق حتى لا أنظر مرة أخرى إليه أبدا"، مؤكدة "لا أريد أن أشعر بخوف من هذا النوع إطلاقا".

وضع ريتشارد بالاسوباراميان طبيب القلب البالغ من العمر 49 عاما، في الإقامة الجبرية لمدة أسبوعين في فندق في الكويت.

ولأنه ينتمي إلى عائلة نصفها ماليزي، تمكن من الاستفادة من عمليات الإجلاء التي نظمتها كوالالمبور بعد رحلتين بحافلة استغرقتا حوالى عشرين ساعة في حر الصحراء الخانق.

ويقول بالاسوباراميان "كان الأمر سرياليا، مخيفا، كما لو أنك لم تكن موجودا هناك وشعرنا بالذنب لأننا تركنا البعض وراءنا".

ويتابع "فقدت شبابي في الكويت. أشعر بقلق أكبر. فقدت الفرح واللامبالاة اللذين كنت اتمتع بهما".

ويحظى ستيفن ديفيس بدعم عضو سابق في السفارة البريطانية في الكويت يؤكد أيضا أن مسؤولين سياسيين كبارا التفوا على القنوات التقليدية لإرسال عملاء للاستخبارات.

وقال مؤلف الكتاب إن تأخير إقلاع الطائرة من مطار هيثرو لمدة ساعتين بذريعة مشاكل في تكييف الهواء، سمح لهؤلاء البريطانيين بالصعود إليها في اللحظة الأخيرة.

واضاف إن رئيسة الوزراء آنذاك مارغريت تاتشر كذبت على البرلمان، بينما هددت شركة الطيران البريطانية عددا من أفراد الطاقم والركاب لدفن القضية.

ونفت وزارة الدفاع البريطانية و"بريتش إيرويز" اللتين رفضتا ردا على أسئلة "فرانس برس" الإدلاء بأي تعليق حول هذه الاتهامات.

في 2003 أمر القضاء الفرنسي "بريتش إيرويز" بدفع 1,67 مليون يورو لرهائن فرنسيين سابقين، معتبرا أن الشركة "أخفقت بشكل خطير في تنفيذ التزاماتها" تجاه الركاب عندما سمحت بهبوط الطائرة.

التعليقات

تقارير

الخميس 05 أغسطس 2021 9:23 م

اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن زعيم جبهة التحرير الوطني وحكيم الثورة العربي بن مهيدي "قتله عسكريون فرنسيون"، وذلك بمناسبة الذكرى السبعين لا...

الخميس 05 أغسطس 2021 9:23 م

لا تزال التكهنات تتواصل حول مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله وكيفية معرفة إسرائيل بمكانه كان أحدثها ما قاله زعيم مليشيات موالية لإيران في العراق.وفي لق...

الخميس 05 أغسطس 2021 9:23 م

هل نجا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من محاولة اغتيال؟** هذا السؤال يتصدر المشهد بعد إعلان استهداف منزله في قيساريا، وسط تكهنات وتكتم حول ال...