تل أبيب
أعلنت كتائب القسام أنها قصفت تل أبيب وضواحيها بـ130 صاروخا ردا على استهداف الطيران الإسرائيلي العمارات السكنية في قطاع غزة، وقالت الكتائب إن هذه الضربة الصاروخية هي أكبر عملية قصف تشنها المقاومة على تل أبيب.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن تل أبيب وضواحيها تتعرض لقصف كثيف، والقبة الحديدية تعترض مجموعة من الصواريخ.
وقال إن منظومة القبة الحديدية فشلت في اعتراض عدد كبير من الصواريخ التي أطلقت من غزة،
وأكدت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إصابة شخص بجروح خطيرة جراء القصف على تل أبيب، ونقلت القناة (12) الإسرائيلية إصابة مبنى في ضاحية هولون في تل أبيب بصاروخ أطلق من غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، بتكثيف الهجمات على قطاع غزة بعد إعلان المقاومة الفلسطينية الرد على تصعيد الاحتلال بأكبر ضربة صاروخية من نوعها، والتي أسفرت عن مقتل إسرائيليتين في مدينة عسقلان المحاذية للقطاع، وإصابة العشرات؛ بعضهم بحالات هلع.
وقال نتنياهو في مقطع مصور، وزعه مكتبه في ختام اجتماع أمني، إن الجيش نفذ منذ الأمس مئات الهجمات على حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة، مضيفا "سنكثف قوة هجماتنا، وستتعرض حماس لضربات لم تكن تتوقعها".
وأفاد مصادر ميدانية أن الجيش الإسرائيلي دفع بدبابات ومدفعية ثقيلة إلى تخوم غزة، كما عزز قواته البرية على حدود القطاع، ووجه تحذيرا لسكان غزة بالابتعاد عما سماها مواقع حماس في المناطق السكنية.
وأدى قصف إسرائيلي جديد على شمال مدينة غزة إلى استشهاد سيدة وإصابة عدة أشخاص بينهم أطفال، مما يرفع حصيلة الضحايا في غزة منذ أمس إلى 28 شهيدا -بينهم 10 أطفال وامرأة- بالإضافة إلى سقوط أكثر من 152 جريحا.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- استشهاد 3 من قادتها الميدانيين في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في مدينة غزة.
في السياق نفسه، قالت كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في بيان مقتضب إن هناك شهداء ومفقودين في قصف نفذه الاحتلال على هدف كان يوجد فيه عناصرها في إطار "رفع الجاهزية لصد العدوان".
وفي وقت سابق، قالت مصادر ميدانية في قطاع غزة إن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف موقعا للمقاومة في بلدة جباليا (شمالي القطاع)، كما واصلت الزوارق الحربية الإسرائيلية قصف أراض زراعية غربي القطاع. ومن جهته، قال جيش الاحتلال إنه استهدف "خلية" تابعة لحركة حماس حين كانت تستعد لإطلاق صواريخ.
قتلى وإصابات في عسقلان
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن إسرائيليتين قتلتا في قصف فلسطيني على عسقلان، وقالت إنهما لقيتا حتفيهما جراء سقوط صواريخ انطلقت من قطاع غزة على منزليهما.
وأضافت أن الصواريخ أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى إصاباتهم متفاوتة، مشيرة إلى أن نحو 10 قذائف صاروخية أصابت بصورة مباشرة مبان سكنية مأهولة في عسقلان وأسدود.
وذكرت القناة الإخبارية العبرية 12 أن الفلسطينيين أطلقوا 137 صاروخا من قطاع غزة على أسدود (38 كيلومترا من غزة) وعسقلان، ومناطق قريبة خلال 5 دقائق، اليوم.
ولم يصدر بيان عن الجيش الإسرائيلي بشأن عدد الصواريخ التي أطلقت ظهر اليوم، لكن الفصائل الفلسطينية تحدثت عن إطلاق عشرات منها ردا على العدوان على القطاع.
صواريخ المقاومة
في المقابل، قال المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن المقاومة استهدفت عسقلان وأسدود بـ137 صاروخا من العيار الثقيل خلال 5 دقائق، وأضاف أن "في جعبتنا الكثير".
وقالت الكتائب إنها استخدمت في قصف عسقلان ظهر اليوم صواريخ "السجيل"، التي نجحت في تجاوز القبة الحديدية، وذلك ضمن عملية أطلقت عليها المقاومة اسم "سيف القدس" للدفاع عن الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة والمرابطين في المسجد الأقصى.
واعترضت المنظومات الجوية الإسرائيلية بعض الصواريخ؛ لكن عددا منها سقط في كلتا المدينتين، وخلّف بالإضافة إلى القتيلين أكثر من 80 مصابا، بعضهم بحالات هلع جراء الرشقات المتتالية، وأحدثت الصواريخ دمارا كبيرا في المباني بعسقلان، وأدت إلى اشتعال النار في بعض السيارات.
وكانت كتائب القسام أعلنت أنها وجهت فجر اليوم ضربة صاروخية كبيرة لمدينة عسقلان ردا على استهداف المدنيين، وقالت "إذا كرر العدو استهداف البيوت المدنية الآمنة، فسنجعل مدينة عسقلان في إسرائيل جحيما".
عملية "حارس الأسوار"
وجاء التصعيد الإسرائيلي بعدما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش أطلق عملية عسكرية على غزة تحت اسم "حارس الأسوار"، مشيرة إلى أن العملية شملت سلسلة غارات على أهداف متفرقة في القطاع.
واجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صباح اليوم بوزير الدفاع، بيني غانتس، وقادة الجيش والأجهزة الأمنية بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب.
وعقب الاجتماع، أصدر غانتس أوامره للجيش بمواصلة هجماته على قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الجيش إن رئيس الأركان أصدر تعليمات باستمرار الضربات واستهداف نشطاء حماس والجهاد.
هدوء حذر بالأقصى
في تلك الأثناء، ساد هدوء حذر في المسجد الأقصى، حيث كان المعتكفون قد أدوا صلاة الفجر بعد انسحاب قوات الاحتلال، عقب مواجهات عنيفة اندلعت على إثر اقتحامه للمرة الثانية خلال ساعات من الجنود الإسرائيليين.
وقالت مراسلة الجزيرة، نجوان سمري، إن جنود الاحتلال انسحبوا بعيدا عن المسجد القبلي، وإن المعتكفين خرجوا إلى الساحات الخارجية.
كما دخل المصلون فجر اليوم إلى باب حطة مكبرين في ظل غياب جنود الاحتلال، وقد أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة 520 فلسطينيا في المواجهات، التي دارت بالقدس المحتلة، أمس الاثنين.