البيت الأبيض
شف شبكة سي إن إن الأمريكية أن السلطات تحقق في هجوم غامض محتمل قرب البيت الأبيض يبدو مشابهاً للهجمات الغامضة التي تعرض لها دبلوماسيون بالسفارة الأمريكية في كوبا وروسيا والصين أيضاً.
ونقلت عن مصادر، لم تسمها، أن "الوكالات الفيدرالية تحقق في حادثتين محتملتين على الأقل على الأراضي الأمريكية، أحدهما وقعت بالقرب من البيت الأبيض في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ويبدو أنهما شبيهان بهجمات غامضة وغير مرئية أدت إلى أعراض موهنة لعشرات الموظفين الأمريكيين في الخارج".
وأضافت المصادر أنه "في حين أن البنتاغون والوكالات الأخرى التي تحقق في الأمر لم تتوصل إلى استنتاجات واضحة بشأن ما حدث، فإن حقيقة أن مثل هذا الهجوم ربما حدث بالقرب من البيت الأبيض أمر مثير للقلق بشكل خاص".
وأطلع مسؤولو الدفاع المشرعين في لجنتي القوات المسلحة بمجلسي الشيوخ والنواب بشأن الأمر في وقت سابق من شهر أبريل/نيسان الجاري، بما في ذلك الحادث الذي وقع بالقرب من البيت الأبيض. وقال عدة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين ومصادر مطلعة على الأمر إن هذا الحادث الغامض أدى لإصابة أحد مسؤولي مجلس الأمن القومي.
وأبلغ مصابون على الأراضي الأمريكية عن أعراض مشابهة لأفراد وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية الذين تأثروا في الخارج.
وسرعان ما بدأ المسؤولون التحقيق في الحادث باعتباره هجوماً محتملاً مما بات يسمى بـ"متلازمة هافانا".
ويشير هذا الاسم إلى الأعراض غير المبررة التي بدأت تظهر على الموظفين الأمريكيين في كوبا في أواخر عام 2016، وهي مجموعة متنوعة من الشكاوى التي تشمل فرقعة الأذن والدوار والصداع الشديد والغثيان.
وانتشرت شائعات منذ فترة طويلة حول حوادث مماثلة داخل الولايات المتحدة.
وفي حين أن الأحداث الأخيرة في واشنطن تبدو مشابهة للهجمات السابقة الظاهرة على الدبلوماسيين وضباط وكالة الاستخبارات المركزية وغيرهم من الموظفين الأمريكيين الذين يخدمون في كوبا وروسيا والصين، لم يحدد المحققون ما إذا كانت الحوادث الغامضة في الداخل مرتبطة بتلك التي حدثت في الخارج أو بمن قد يكون وراءهم، بحسب ما ذكرته المصادر لشبكة CNN.
وقال المسؤولون بوزارة الدفاع الذين أطلعوا أعضاء الكونغرس على ما حدث إنه من المحتمل أن تكون روسيا وراء الهجمات لكن ليس لديهم معلومات كافية لتأكيد ذلك بشكل حاسم.
وقال مسؤول أمريكي سابق شارك في التحقيق في ذلك الوقت إن الصين كانت أيضا من بين المشتبه بهم.
وسعت الولايات المتحدة إلى فهم هذه الهجمات منذ عامي 2016 و2017، عندما بدأ الدبلوماسيون وعناصر الاستخبارات في كوبا في الإبلاغ عن الأعراض التي بدت وكأنها تظهر فجأة.
وكان مسؤولو الاستخبارات والدفاع مترددين في التحدث علناً عن الحوادث الغريبة، وشكا بعض الذين تأثروا علناً من أن وكالة الاستخبارات المركزية لم تأخذ الأمر بجدية كافية، على الأقل في البداية.
وأدت الهجمات الغامضة في كوبا إلى سحب الموظفين الأمريكيين في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
وعلى الرغم من عدم وجود إجماع حول أسباب الأعراض، وجدت إحدى الدراسات التي رعتها وزارة الخارجية الأمريكية أنها "كانت على الأرجح نتيجة لهجمات بطاقة الميكروويف".