بشار الأسد
كشف الرئيس السوري، بشار الأسد، في حوار مع وكالة "سبوتنيك، عن دور الرئيس التركي في إشعال الحروب في مناطق مختلفة لصرف أنظار مناصريه المحليين عن التركيز على سلوكه داخل البلاد.
بالنسبة لبعض الأخبار الراهنة، نحن في روسيا نتابع ما يحدث الآن في المنطقة في الصراع بين أرمينيا وأذربيجان. ومن المؤكد أن تركيا تلعب دوراً هناك، أما ما إذا كان هذا الدور سلبياً أو إيجابياً فلست أنا من يحكم عليه. لكني أودّ أن أسألكم عن سياسات تركيا وأردوغان. ففي السنوات الأخيرة، تحاول تركيا تعظيم نفوذها الدولي. فنحن نرى وجودها في ليبيا وتدخلها في سوريا، ونزاعها على الأرض مع اليونان، والآن دعمها المفتوح لأذربيجان. ما رأيكم في هذا النوع من السلوك الذي تتبعه أنقرة، وأردوغان شخصياً، وهل يتوجب على المجتمع الدولي منح المزيد من الاهتمام بهذا النوع من العثمانية الجديدة ؟
لنكن في غاية الوضوح والصراحة، لقد دعم أردوغان الإرهابيين في سوريا، وهو يدعم الإرهابيين في ليبيا، وقد كان المحرّض والمشعل الرئيسي للصراع الأخير الذي ما يزال مستمراً في قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا. وبالتالي سأصف سلوكه بأنه خطير، ولمختلف الأسباب. أولاً، لأنه يعكس سلوك الإخوان المسلمين، فالإخوان المسلمون منظمة إرهابية متطرفة. ثانياً، لأنه يشعل الحروب في مناطق مختلفة فقط لصرف أنظار جمهوره المحلي في تركيا عن التركيز على سلوكه داخل تركيا، خصوصاً بعد علاقته الفاضحة مع "داعش" في سوريا. والجميع يعرف أن "داعش" اعتاد بيع النفط السوري عبر تركيا وتحت مظلة القوات الجوية الأمريكية ويتورط الأتراك طبعاً في بيع النفط. وبالتالي، فإن هذا هدفه، وهذا خطير.
أما بالنسبة للسؤال بخصوص هل يجب أن يعلم المجتمع الدولي بذلك أم لا. مصطلح "المجتمع الدولي" فعليا يعني الدول الغنية، ولنسمي هؤلاء بالمؤثرين في الساحة السياسية. فغالبية هذا المجتمع الدولي متواطئة مع تركيا في دعم الإرهابيين. إنهم يعرفون ما تفعله تركيا، وهم سعداء بما تفعله ، فتركيا ذراع تلك الدول في تنفيذ سياساتها وأحلامها في هذه المنطقة، وبالتالي لا نستطيع أن نراهن على المجتمع الدولي على الإطلاق. كان من الممكن المراهنة على القانون الدولي، لكنه غير موجود، فليس هناك مؤسسة لتطبيق القانون الدولي. ولذلك، علينا أن نعتمد على أنفسنا في سوريا وعلى دعم أصدقائنا.
نتابع حول هذا الصراع، فقد ظهرت تقارير تفيد بأن بعض الإرهابيين من المجموعات التي كانت تقاتل سابقاً في سوريا يتم نقلها حالياً إلى منطقة الصراع بين أرمينيا وأذربيجان. هل تستطيعون تأكيد ذلك؟ هل لديكم أية معلومات حول انتقال المقاتلين من سورية؟
نستطيع أن نؤكد هذا حتماً، ليس لأننا نمتلك الأدلة، بل لأنك في بعض الأحيان إذا لم تكن تمتلك الأدلة فإن لديك مؤشر أو مؤشرات. تركيا استخدمت هؤلاء الإرهابيين القادمين من مختلف الدول في سوريا، واستخدمت الطريقة نفسها في ليبيا، لقد استخدمت الإرهابيين السوريين في ليبيا، وربما إضافة إلى جنسيات أخرى. وبالتالي فمن البديهي والمحتمل جداً أنهم يستخدمون تلك الطريقة في قره باغ، لأنه، كما قلت سابقاً، فإنهم هم الطرف الذي بدأ هذا الصراع وشجعوا عليه. وبالتالي، أرادوا تحقيق شيء ما، وسيستخدمون الطريقة نفسها. وعليه نستطيع القول بالتأكيد إنهم يستخدمون إرهابيين سوريين ومن جنسيات أخرى في قره باغ.