خروقات طهران متواصلة
تواصل طهران اتباع سياسة انتهاك العقوبات الأميركية، فقد دخلت أولى ناقلات النفط الخمس التي أرسلتها إيران إلى فنزويلا من أجل تزويدها بالوقود، الأحد إلى المياه الفنزويلية، ورافقتها سفن عسكرية تابعة للقوات الفنزويلية، على ما أعلن وزير النفط طارق العسيمي متحدية بذلك تحذير مسؤول أميركي من أن واشنطن تدرس القيام برد على هذه الشحنات.
وقال الوزير على تويتر إن ناقلة النفط الإيرانية موجودة في "منطقتنا الاقتصادية الخالصة".
وعند الساعة 9 مساءً بالتوقيت المحلّي (1,00 بتوقيت غرينتش)، كانت ناقلة النفط الإيرانية "فورتشن" موجودة بالقرب من ساحل ولاية سوكري في شمال فنزويلا، وفقا لموقع "مارين ترافيك" الإلكتروني الذي يتتبع تحركات السفن في كل أنحاء العالم.
وبحسب التلفزيون الرسمي الفنزويلي، يُتوقع وصول الناقلة إلى بويرتو كابيللو في ولاية كارابوبو حيث توجد مصفاة.
ومن المتوقع وصول السفن الأربع الأخرى - فوريست وبيتونيا وفاكسون وكلافيل - في الأيام المقبلة، حسب المصدر نفسه.
وأشارت تقارير صحافية إلى أن هذا الأسطول يحمل نحو 1,5 مليون برميل من الوقود.
وتورد إيران حوالي 1.53 مليون برميل من البنزين والوقود إلى فنزويلا، بحسب حكومتي البلدين ومصادر وحسابات أجراها موقع تانكر تراكرز الإلكتروني بناء على مستويات غاطس السفن.
وتسببت الشحنات في مواجهة دبلوماسية بين إيران وفنزويلا والولايات المتحدة، إذ تخضع كلتا الدولتين لعقوبات أميركية.
وتملك فنزويلا أكبر احتياطي نفطي في العالم لكن إنتاجه يشهد تراجعا كبيرا. وتعتبر كراكاس أن العقوبات الأميركية مسؤولة عن هذا الانهيار بينما ينسبه خبراء إلى خيارات سياسية خاطئة ونقص الاستثمارات والفساد.
ويثير تعزيز العلاقات بين فنزويلا وإيران الذي تجسد بالإعلان عن قرب وصول ناقلات النفط استياء زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو الذي يعتبر هذا التطور "دافعا للقلق" لكل المنطقة.
وعبرت طهران مرات عدة عن دعمها للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي تسانده أيضا روسيا والصين وتركيا وكوبا. وتعود العلاقات الوثيقة بين طهران وكراكاس إلى عهد الرئيس السابق هوغو تشافيز (1999-2013).
ويعاني اقتصاد فنزويلا من الانهيار وسط نقص في السلع الأساسية. وتضررت إيران أيضا من تجدد العقوبات الأميركية بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في 2018.
وتصاعد التوتر بين واشنطن وكراكاس بعد التوغل البحري الفاشل في الثالث والرابع من مارس الذي وصفته السلطات الفنزويلية بأنه محاولة لإسقاط مادورو دبرتها الولايات المتحدة.
وحذرت طهران في الأيام الأخيرة من "عواقب" إذا منعت الولايات المتحدة تسليم المنتجات النفطية الإيرانية إلى فنزويلا.