استعداد دائم لصد مخططات إخوان اليمن
حققت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي تقدما ميدانيا مهما في المعارك الدائرة في أبين بعد صد هجوم للقوات الحكومية التي يهيمن عليها الإخوان.
وقال سالم ثابت العولقي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي إن القوات الجنوبية شنت هجوما مضادا ضد ميليشيا حزب الإصلاح الإخواني وأجبرتها على التراجع باتجاه مدينة شقرة.
وأضاف في تغريدة على تويتر أن "القوات الجنوبية كسرت هجمة لميليشيا الإصلاح وتمكنت من قتل وأسر عدد منهم قبل إجبارهم على الانسحاب نحو شقرة".
وأشار العولقي إلى أن "القوات الجنوبية أعطبت دبابة وطقمين عليها عيار23، كما غنمت مدرعة وطقم مصفح".
وتشهد محافظة أبين (شرق عدن)، مواجهات وصفت بأنها الأعنف منذ مواجهات أغسطس 2019 بين قوات الشرعية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي.
وكشفت مصادر سياسية لـ" جنوب العرب" في وقت سابق عن ارتباط الهجوم الجديد على عدن بحسابات التيار الإخواني النافذ الموالي لقطر في الشرعية، الذي يعمل على إفشال اتفاق الرياض لصالح أجندات قطر وتركيا التي سلطت الضوء عليها مؤخرا وسائل الإعلام السعودية الرسمية.
واعتبر مراقبون يمنيون أن المعركة التي يخوضها الإخوان وتيار قطر وتركيا في الشرعية باتجاه عدن المحررة، محاولة لتبديد الطاقات، وإرباك التحالف، في الوقت الذي يسيطر فيه الحوثيون على الجوف ونهم ويتوعدون بمهاجمة مأرب ومناطق في البيضاء أعلنت تمردها على سلطتهم.
وأشارت المصادر إلى أن الحشود ما زالت تتدفق لتعزيز قوات الانتقالي من عدن ولحج، في ظل وصول تعزيزات مماثلة للجيش الحكومي من شبوة ومأرب في مؤشر على استمرار المواجهات واتخاذها طابعا تصاعديّا في الأيام القادمة، مع عدم وجود أي مؤشرات على تدخلات فاعلة لوقف المواجهة.
وقد أحرزت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي تقدما في مواجهات أبين المشتعلة منذ أيام، حيث تمكنت من السيطرة على منطقتي "الشيخ سالم" و"قرن الكلاسي" والتقدم نحو مدينة "شقرة" التي تتمركز فيها قوات الحكومة اليمنية التي يهيمن عليها الإخوان.
وبالتزامن مع المواجهات العسكرية شرق عدن، تبادل المجلس الجنوبي والحكومة اليمنية الاتهامات حول الطرف المتسبب في تفجير الوضع.
وفي رد على التصريحات الحكومية، قال أحمد عمر بن فريد ممثل المجلس الانتقالي في أوروبا إن المواقف التي أطلقتها قيادات في الشرعية اليمنية ليست غريبة بالنسبة إلى الانتقالي “على مستوى النبرة العدائية المتجنية وعلى مستوى المضمون الذي لا تغلّط به الشرعية إلا نفسها بعد أن فقدت كل صفات الشرعية القانونية”.
وأضاف بن فريد في تصريح سابق لـ”جنوب العرب” أن “هذه التصريحات المتشنجة دليل لا يقبل الجدال على أن هذه الحكومة فقدت الشعور بالمسؤولية، فعندما كان العالم كله يعطل كل مؤسساته لمواجهة أخطر جائحة صحية وهي وباء كورونا قامت هذه الحكومة بتجييش ميليشيات الإصلاح الإخوانية مع مجاميع قبلية لخوض غمار معارك عبثية في الجنوب، وهو فعل يتناقض مع متطلبات المسؤولية ومع محتوى ‘اتفاق الرياض’ الذي تتشدق به الحكومة في تصريحاتها”.
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، الخميس، عبر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عن قلق عميق يساوره بشأن الوضع في الجنوب، جراء تفشي فايروس كورونا وأمراض الملاريا والكوليرا وحمى الضنك في عدن، مشيرا إلى أن السيول الغزيرة التي شهدتها المدينة كشفت ضعف البنية التحتية وفاقمت مشكلة انقطاع التيار الكهربائي الذي كان سيئا بالفعل، بينما أصبحت الخدمات العامة المتدهورة على حافة الانهيار.
واعتبر غريفيث أن فايروس كورونا والتباطؤ الاقتصادي العالمي يهددان بالمزيد من المحن في اليمن الذي عانى بالفعل أكثر من أي دولة أخرى، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة قدمت خارطة طريق قابلة للتنفيذ وأن “الأمر متروك لمن يمتلكون السلاح والقوة وإمكانية اتخاذ القرارات لتحقيق ذلك”.