الأرناؤوط
مع قرب حلول ذكري ثورة ٢٣ يوليو، ونهاية حكم الأسرة العلوية والتي بدائها محمد علي باشا عام ١٨٠٥ وكان نهايتها بتنحي وطرد آخر احفاده الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان، تتوارد إلي الخواطر عدد من التجليات و الألقاب التي تواترت خلال تلك الفترة وكان منها (الأرناؤوطي).
الأرناؤوط
هم شريحة من أجناس بشرية من مقدونيا و ألبانيا، مع التغيرات في الظروف الاقتصادية وضيق الحال خرجوا في كنف الولاية العثمانية حين احكمت سيطرتها علي تلك الأماكن والبلاد، ومع عمليات المد والجزر إلي مناطق كثيرة من العالم العربي سواء شرقة أو الغرب الأوربي.
وكانوا يسموا (أرناؤس) حتي دول الغرب من الحكم العثماني وفي دول المشرق العربي سميوا (أ رناؤوط)، وكان سعيهم إلي تكوين دولة موحدة قوية لهم ولكنهم لم يستطيعوا الي في الشرق وتحديداً في مصر.
علاقة الأرناؤوط بمصر
حين أمر الباب العالي "السلطان العثماني" فرقة محمد علي، بالتوجة الي مصر السيطرة علي بعض الاضطرابات هناك والقضاء علي عدد من الثورات، قدم محمد علي مصر بحوالي ألف جندي مقدوني، وحين استتب الأمر له ولي وافق الباب العالي علي تعيين محمد علي باشا مصر عام 1805. وبواسطة 10 آلاف جندي ألباني خلص مصر من المماليك العبيد.
كما إستطاع الحرب سبع سنوات منذ عام 1811 في الجزيرة العربية لإخماد ثورة الوهابيين بالحجاز من أجل مساندة السلطان بالآستانة.
واستهدف محمد علي تبديل القوات الألبانية بالسودانيين بعد مذبحة المماليك حيث فرت فلولهم للجنوب وأسسوا عام 1811 دولة في دنقلة بشمال السودان.
لتكون قاعدة لتجارة العبيد .
وهذا ماجعل محمد علي يغزو السودان لمطاردة المماليك وأسس اول إمبراطورية مصرية ألبانية بمعاونه المصريين أنفسهم، و أستطاع خلال تلك الفترات أن يهدد بالفعل عرش السلطان العثماني لولا تدخل المؤامرات و الرشاوي لوقف الزحف المصري لكان محمد علي باشا قادرًا علي ذلك.
صفات الأرناؤوط في مصر
رغم امتزاج الألبان المقدونيين في مصر، إلا أنهم كان لهم صفات ومميزات تخصهم دون سواهم، منها حناتهم ومقاهي خاص لهم بطابعها الغربي والتي كان تعد ملتقي فكري واجتماعي لهم، وخاصة مع التيارات الوافدة الجديدة في عهد وكنف الأسرة العلوية.
كما امتازت ملابسهم والتي حافظوا عليها وكانت تسمي (فستنلا)، بالطابع الألباني من حيث التنورة القصيرة الواسعة البيضاء الفضفاضة ذات الكسرات، وكان تحتها سروال من نفس اللون، وصدرية حمراء ووشاح يوضع من الرأس الي الأكتاف احيانا.
بالإضافة الي الصفات الجسمانية القوية والبأس حين القتال
واستمر تواجد الألبان أو اليونانين منذ عام (١٨٠٥ الي ١٩٥٣) حتي إعلان الجمهورية المصرية بدلاً من الملكية.