الأهالي قالوا كلمتهم بوضوح: لا للإخوان وأذرعهم في الجزيرة
موجة الغضب الشعبي من تحركات جماعة الإخوان المسلمين في جزيرة سقطرى ومحاولات حزب الإصلاح التابع للجماعة بسط سيطرته على الجزيرة تتصاعد وتنذر بثورة عارمة تهدّد باقتلاع وكلاء الحزب وممثليه داخل السلطة المحلية وعلى رأسهم المحافظ الذي أصبح في مقدّمة المستهدفين بالاحتجاجات الشعبية.
تجدّدت الأحد في محافظة سقطرى الاحتجاجات الشعبية على محاولات حزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين السيطرة على الأرخبيل الواقع بالمحيط الهندي قبالة السواحل الجنوبية لليمن.
وشارك سكان الأرخبيل بكثافة في مظاهرة انتظمت وسط مدينة حديبو مركز المحافظة ورفعت خلالها شعارات مناهضة للحزب ومندّدة بالمحافظ رمزي محروس ووزير الثروة السمكية فهد سليم كفاين المتهمين بتنفيذ أجندة جماعة الإخوان في سقطرى.
وعبّر مشاركون في مظاهرة الأحد عن إصرارهم على مواصلة الاحتجاجات حتى كفّ يد الإخوان عن الجزيرة وإسقاط ممثلي الجماعة هناك.
ووصف أحد الشبان حركة الاحتجاج بأنّها “بداية ثورة ضدّ الجماعة”، داعيا إلى “تعميمها على مختلف مناطق اليمن التي تتعرّض لمحاولات الهيمنة الإخوانية وعلى رأسها محافظة تعز”، بجنوب غرب اليمن. كذلك حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بتأييد تحرّكات أهالي سقطرى ضدّ الإخوان، وبالدعوة إلى تصعيدها.
وكتب الإعلامي عادل اليافعي في تويتر “إن لعبة جماعة الإخوان في محافظة سقطرى أصبحت مكشوفة”، مضيفا “يريدون السيطرة على سقطرى بأي شكل لتسليمها لإيران لاحقا لإقامة قواعدها عليها”.
ومثّلت مظاهرة الأحد امتدادا لاحتجاجات شهدتها سقطرى الأسبوع الماضي ورفع المحتجون خلالها شعارات تنتقد المحافظ وتصفه بالفاشل في إدارة الشأن العام بالجزيرة
وبالخضوع لرغبات جماعة الإخوان، وتطالب بإقالته.
توتير الوضع في سقطرى ضمن مخطط إخواني قطري لإرباك التحالف العربي وصرف الأنظار عن الصراع الأساسي مع الحوثيين
كما صبّ المتظاهرون غضبهم على الوزير كفاين واعتبروه مسؤولا عن مساعي جرّ الجزيرة إلى مربّع التوتّر والفوضى تنفيذا لأوامر قادة حزب الإصلاح الذي ينتمي إليه.
ويخشى أهالي سقطرى أن تفضي تحرّكات حزب الإصلاح الذراع اليمنية لجماعة الإخوان المسلمين إلى ضرب الاستقرار في جزيرتهم الهادئة ونقل شرارة التوتّر خصوصا وأنّ للحزب سوابق في إشعال توتّرات وصدامات جانبية في مناطق يمنية أخرى بعيدا عن المعركة الأساسية ضدّ المتمرّدين الحوثيين، وذلك بهدف إحكام سيطرتهم على تلك المناطق على غرار ما
يقومون به في محافظة تعز بجنوب غرب اليمن.
وتقول مصادر يمنية إنّ حزب الإصلاح المخترق لحكومة الرئيس عبدربّه منصور هادي وللقوات المسلّحة التابعة لها ضمّ سقطرى إلى لائحة المناطق اليمنية التي يريد السيطرة عليها نظرا لأهمية موقعها وثرائها بالموارد الطبيعية مثل تعز ومأرب وشبوة وغيرها.
وتضيف ذات المصادر أنّ الحزب كثّف بالتواطؤ مع مسؤولين محلّيين، من تحرّكاته وتحرّشه بسقطرى ما أثار غضب الأهالي ومخاوفهم من نقل شرارة الحرب إلى جزيرتهم بعد أن بدأت تسلك طريقها تدريجيا نحو التنمية وتتجاوز ضعف مرافقها وبناها التحتية وتنشّط دورتها الاقتصادية، بفعل مساعدات كبيرة من دولة الإمارات العربية المتحدة العضو الرئيس في تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية.
ووصل الوضع في سقطرى الأسبوع الماضي إلى نقطة الصدام المسلّح عندما احتجزت قوات تابعة لحزب الإصلاح سفينة محملة بسيارات مدنية في ميناء الأرخبيل، ثمّ بادرت بإطلاق النار على القائد بقوات الحزام الأمني عصام الشزابي الذي حضر بصفته المدنية صحبة عدد من مرافقيه للتوسّط بشأن الإفراج عن شحنة السيارات العائدة ملكيتها لعدد من سكّان الأرخبيل. وأسفر الحادث عن جرح الشزابي ونقله إلى المستشفى.
وتردّدت أصداء أحداث الأسبوع الماضي في تظاهرة الأحد في سقطرى والتي شاركت فيها بكثافة مختلف قبائل الأرخبيل حيث عبّر المتظاهرون عن تضامنهم مع الشزابي مطالبين بإلقاء القبض على مطلقي النار عليه ومحاكمتهم.
ورفعت في المظاهرة شعارات من نوع “كلنا عصام الشزابي” و”لا لحكم الإصلاح في سقطرى”. كما طالب المتظاهرون بإقالة المحافظ محروس وإنهاء تدخّل الوزير كفاين في شؤون سقطرى.
وحاول حزب الإصلاح استخدام نفوذه داخل الحكومة اليمنية لاستحداث قوّة عسكرية إضافية تابعة له في سقطرى رأى الأهالي وعدد من التيارات السياسية في اليمن أن لا علاقة لإنشائها بالوضع الأمني في الجزيرة وأنّ الهدف من ورائها حزبي بامتياز.
وفي بيان لفرع حزب المؤتمر الشعبي العام بسقطرى دعا الحزب السلطات على مستوى الحكومة والمحافظة إلى إيقاف تشكيل أي وحدات عسكرية جديدة تحت أي مسمى. كما تضمّن البيان احتجاج المؤتمر على ما تتعرض له قيادته في المحافظة من استهداف ممنهج من قبل المحافظ رمزي محروس ومن إزاحة للمحسوبين عليه من مناصبهم في السلطة المحلّية ما يكرّس التدهور في إدارة شؤون المحافظة.
كذلك أرجع بيان المؤتمر الأحداث الأخيرة التي شهدتها سقطرى إلى سوء الإدارة من قبل السلطة المحلية واتخاذها لقرارات تخدم مصالح حزبية ضيقة دون مراعاة مصلحة الناس.
كما دعا البيان ذاته إلى تعاون السلطة المحلية مع دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وخصوصا دولة الإمارات العربية ومؤسساتها الإنسانية في المحافظة والتنسيق معها وتقديم التسهيلات لها لتنفيذ مشاريعها التنموية في سقطرى.
واعتبر مراقبون أن تجدّد المساعي الإخوانية لتوتير الوضع في الجزيرة والتأجيج الإعلامي غير المبرر الذي يرافق هذا التأزيم الممنهج، يأتي في سياق مخطط إخواني قطري لإرباك التحالف العربي وصرف الأنظار عن قضية الصراع الأساسي مع المشروع الإيراني في اليمن.
وحوّل إعلام قطر وإخوان اليمن سقطرى إلى مادة ثابتة في سياق الحرب الإعلامية ضد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وتعمد الآلة الإعلامية لجماعة الاخوان إلى تحريك هذا الملف بصورة متكررة مع بروز أي مؤشرات لتحريك الجبهات العسكرية وتضييق الخناق على الميليشيات الحوثية.
ويتزامن الحراك الشعبي في سقطرى مع آخر تشهده محافظة شبوة، حيث عبّرت مظاهرات شهدتها المحافظة عن رفض التواجد الإخواني وأدوات حزب الإصلاح التي تتسلل لمفاصل الشرعية اليمنية بشكل متزايد وتحول إمكانيات الدولة إلى وسيلة لتصفية الخصوم السياسيين.