مشهد سابق من الاعتصام أمام القيادة العامة
في تطور عاجل، أكدت مصادر، مساء الاثنين، مقتل 3 من المحتجين وسقوط أكثر من 10 جرحى أصيبوا بالرصاص في محيط اعتصام الخرطوم، بعضهم في حالة خطرة. ومن جانبه، أكد المجلس العسكري الانتقالي مصرع ضابط خلال المواجهات.
وسُمع دوي إطلاق نار قرب وسط العاصمة في ساعة متأخرة من مساء الاثنين بعد اشتباك قوات الأمن والقوات شبه النظامية مع المحتجين الذين أغلقوا الطرق.
وتطورت الأوضاع الميدانية بصورة مؤسفة في محيط ساحة الاعتصام والشوارع المؤدية له، وتعرض عدد من المعتصمين في شارع النيل إلى إطلاق نار حي، وأصيب 10 بإصابات متفاوته في أرجلهم ونقلوا إلى المستشفى، فيما شهدت الشوراع الفرعية المؤدية إلى القيادة العامة اعتداء على المواطنيين بالضرب بالهروات والعصي من قبل قوات ترتدي زي "الدعم السريع".
ونُقل المصابون بالرصاص الحي عبر عربتين إسعاف إلى مستشفى المعلم بالخرطوم ، فيما شهد ميدان الاعتصام حالة من الاحتقان والترقب الحذر وتعزيز المتاريس ويتوافد عدد من المواطنين لساحة الاعتصام من بري وشارع الستين والصحافات.
واعلنت لجنة أطباء السودان المركزية عن "فقد 4 أرواح طاهرة جديدة: محمد أحمد حسن، شاب عشريني من فرسان ترس شارع النيل، واستشهد بإصابة رصاص بالرأس والكتف، وأحمد ابراهيم الذي أصيب بطلق ناري في الصدر، ومدثر الشيخ صاحب الثلاثين عاماً وأصيب بطلق ناري في الرأس، وضابط ( رتبة رائد) بالقوات المسلحة واستشهد بإصابة مباشرة بطلق ناري".
ورد الفريق الركن شمس الدين كباشي ابراهيم، الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الانتقالي، على ما حدث في ساحة الاعتصام، ببيان رسمي.
وجاء في نص البيان: "جماهير الشعب السوداني الكريم، في الوقت الذي تسير فيه خطوات التفاوض بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير في مناخ إيجابي جيد وصل فيه الطرفين لنتائج متقدمة على أمل الوصول لإتفاق نهائي بأعجل ما يكون، هنالك جهات تتربص بالثورة أزعجتها النتائج التي تم التوصل إليها اليوم وتعمل علي إجهاض أي إتفاق يتم الوصول اليه وإدخال البلاد في نفق مظلم. دخلت هذه المجموعات إلى منطقة الاعتصام وعدد من المواقع الأخرى وقامت بدعوات مبرمجة لتصعيد الأحداث من إطلاق للنيران والتفلتات الأمنية الأخرى في منطقة الاعتصام وخارجها والتحرش والإحتكاك مع المواطنين والقوات النظامية التي تقوم بواجب التأمين والحماية للمعتصمين".
وواصل البيان: "هذه الاحداث أدت لاستشهاد ضابط يتبع للقوات المسلحة إدارة الشرطة العسكرية ( الرائد كرومة)، وإصابة عدد 3 أفراد آخرين، إلى جانب عدد كبير من الجرحي والمصابين من المعتصمين. نترحم على الشهداء جميعا ونسأل الله عاجل الشفاء للجرحى والمصابين".
وتابع البيان : "لابد من تنبيه الجميع للانتباه لهذه المجموعات التي تحاول النيل من القوات المسلحة والقوات النظامية الأخري وتعمل على منعنا من الوصول لتحقيق أهداف الثورة، ونؤكد أننا نعمل مع الإخوة في الطرف الآخر (قوى إعلان الحرية والتغيير) لاحتواء الموقف بكل تفهم وتعاون ونطمئنكم جميعا على سلامة الأوضاع في كافة أنحاء البلاد و السيطرة عليها، وسنتخذ من الإجراءات والتدابير اللازمة مايحول دون وصول هؤلاء المتربصين بالثورة والثوار إلي مراميهم".
وفي وقت سابق، قال أحمد ربيع، قيادي في قوى الحرية والتغيير بالسودان، الاثنين، "إن قوى التغيير اتفقت مع المجلس الانتقالي على هياكل السلطة الانتقالية وسلطاتها، مما يعد تطوراً مهماً في عملية التفاوض الشاقة التي يخوضها الطرفان منذ أيام".
وأضاف ربيع في تصريحات "للعربية" أن المحادثات كانت إيجابية وربما تسفر عن اتفاق نهائي في حال سيرها على نفس المنوال.
هذا وأعلن متحدث باسم المجلس الانتقالي في السودان، الاثنين، الاتفاق مع قوى الحرية والتغيير على هيكلية السلطة الانتقالية.
وقال المتحدث "ناقشنا هيكل السلطة الانتقالية واتفقنا عليه تماما"، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على المهام والسلطات في المستويات السيادية والتنفيذية والتشريعية.
وأفاد المجلس الانتقالي أن تشكيل المجلس السيادي ونسب المشاركة بالمستوى السيادي والتشريعي سيتم مناقشتها غدا الثلاثاء.
وكانت مراسلة "العربية"، قد أفادت نقلاً عن مصادر سودانية مطلعة أنه ستتم، الاثنين، في الخرطوم مناقشة صلاحيات مجلس السيادة والحكومة والمجلس التشريعي، والاتفاق عليها بين قوى التغيير والمجلس العسكري، بينما ستتم الثلاثاء مناقشة مدة الفترة الانتقالية، بينما ستتم الأربعاء، مناقشة نسب تمثيل المدنيين والعسكريين في مجلس السيادة وحسم رئاسة مجلس السيادة.
هذا وأعلنت ناطقة باسم المعارضة السودانية، الاثنين، استئناف المحادثات الحاسمة بين المجلس الانتقالي وقوى الحرية والتغيير حول العملية الانتقالية في السودان.
وقالت الناطقة مشاعر دراج إن عمر الدقير وساطع الحاج وهما من أبرز شخصيات "قوى إعلان الحرية والتغيير" يشاركان في هذه المحادثات التي تجري في قصر الصداقة، أكبر مركز للمؤتمرات في الخرطوم.
وفي وقت سابق، أكد الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الانتقالي، أن جلسات التفاوض بين المجلس وقوى إعلان الحرية والتغيير ستستأنف الاثنين، الساعة 12 ظهرا، بحسب ما أفادت مراسلة العربية، ليل الأحد.
وأضاف أن استئناف التفاوض يأتي في أجواء أكثر تفاؤلا بين الطرفين للوصول إلى اتفاق حول ترتيبات الفترة الانتقالية..
وأفادت مراسلة "العربية" نقلاً عن مصادر موثوقة، بأن اجتماعاً غير معلن كان من المقرر عقده بين ممثلين لقوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري في قاعة الصداقة، إلا أنه تأجل إلى وقتٍ لاحق.