جانب من الاجتماعات التحضيرية للقمة بتونس
قمة عربية كانت ستكون دورتها الثلاثون عادية لولا ما سبقها من اعتراف أمريكي بـ"سيادة" إسرائيل المزعومة على الجولان السوري المحتل، لترفعها إلى درجة "طارئة" أو "استثنائية".
اجتماعات على مستوى الزعماء والقادة، تستضيفها تونس، "الأحد"، وعلى أجندتها ملفات شائكة تفرض نفسها في السياق الملتهب الذي تشهده الأحداث بالمنطقة العربية.
وبقدر أهمية الملفات المطروحة على أجندة القمة، إلا أن رفعها شعار "ضرورة إيجاد حل سياسي" لأزمات المنطقة، يفاقم مخاوف المتابعين من أن تكون الاجتماعات مجرد اجترار لحيثيات، وأن تكون مخرجاتها مجرد "إعلان" مشحون بالتوصيات، وخال من أي تحديد واقعي للمسار العربي.
ملفات عاجلة
ملفات عاجلة تفرض نفسها على قمة تونس، وعلى رأسها الجولان، عقب اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسيادة إسرائيلية مزعومة على الهضبة السورية المحتلة.
ومن المرجح أن تصدر القمة قرارا عربيا حول هذا الملف.
أما القضية الفلسطينية وأزمتها، فتتصدر اهتمام القادة أيضا خلال الاجتماعات المرتقبة، خصوصا عقب إعلان المتحدث باسم القمة، محمود الخميري، الجمعة، وجود اتّفاق على تفعيل شبكة الأمان المالي العربية لفلسطين، ودعمها بـ100 مليون دولار شهريا.
وكما الدورات الأخيرة السابقة، يناقش القادة والزعماء العرب الأزمات في كل من سوريا وليبيا، إضافة إلى التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية.
بحاجة إلى قرارات
المفكر والباحث التونسي، مصطفى القلعي، اعتبر أن قمة تونس مطالبة بتجاوز المخرجات التقليدية التي تأتي في شكل إعلان أو توصيات، والمرور نحو تقديم حلول واقعية لأزمات المنطقة.
وقال القلعي إن القمة ترتقي إلى درجة اجتماع طارئ، في ضوء المستجدات الأخيرة حول الجولان السوري، مؤكدا أن الوضع العربي بحاجة إلى قرارات حاسمة ضد الموقف الأمريكي سواء من الجولان أو من اعترافه السابق بالقدس عاصكة لإسرائيل.
وقال الباحث إن هناك حاجة تنبع من الأوضاع المرتبكة والأزمات التي تطوق العالم العربي، وتجعل من إيجاد حلول سياسية، أو تقديم بدائل، أمرا ضروريا لتحديد المسار العربي، وتجاوز مرحلة التنديد والاستنكار.
تنطلق غدا "الأحد" القمة العربية العادية في دورتها الـ30 بتونس، ومن المنتظر مشاركة 12 زعيما عربيا وسط أجواء ساخنة بالأزمات والملفات والقضايا العربية.
وتناقش القمة العربية تنسيق العمل العربي المشترك في مواجهة قضايا عربية مشتركة مهمة؛ أبرزها مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن القومي للدول العربية، بالإضافة إلى العديد من الملفات الشائكة.