نقص الطاقة يشكل عاملا رئيسيا وراء الاحتجاجات الكبيرة في العراق
مددت الولايات المتحدة لثلاثة أشهر إعفاءً مُنِح للعراق في ديسمبر ويُتيح له أن يستورد من إيران الطاقة الكهربائية التي يعتمد عليها بشدة، وذلك على الرغم من العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، وفق ما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء.
وقال المسؤول "في وقت يهدف هذا الإعفاء الجديد إلى مساعدة العراق على تخفيف آثار نقص الطاقة لديه، نُواصل مع شركائنا في العراق مناقشة العقوبات المتعلّقة بإيران".
وأضاف أنّ توسيع الطاقة الإنتاجية وتنويع مصادر الواردات "سيُمكّن العراق من تعزيز اقتصاده وتنميته" ويُشجّع على قيام "عراق موحد وديمقراطي ومزدهر ومتحرر من تأثير إيران الضار".
ويستهدف الإعفاء الأميركي مساعدة العراق في تغطية العجز في إمدادات الكهرباء، وهو ما يعني استمرار إعفاء بغداد من الالتزام بالعقوبات الأميركية على قطاع الطاقة الإيراني بشكل خاص. وانتهى الإعفاء الأول الذي منحته واشنطن للعراق في ديسمبر الماضي الثلاثاء.
وأعادت واشنطن فرض عقوبات على قطاع الطاقة الإيراني في نوفمبر بعد انسحابها من الاتفاق النووي الموقع بين الدول العظمى وطهران.
ويعد نقص الطاقة الذي غالبا ما يترك المنازل بلا كهرباء لمدة تصل إلى 20 ساعة في اليوم، عاملا رئيسيا وراء أسابيع من الاحتجاجات الكبيرة في العراق خلال الصيف.
وللتغلب على هذا النقص، يستورد العراق ما يصل إلى 28 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي من طهران لمصانعه، كما يشتري بشكل مباشر 1300 ميغاواط من الكهرباء الإيرانية.
وهذا الاعتماد غير مريح بالنسبة للولايات المتحدة التي سعت لتقليص نفوذ طهران وإعادة فرض العقوبات على المؤسسات المالية الإيرانية وخطوط الشحن وقطاع الطاقة والمنتجات النفطية.
ويأتي تمديد الإعفاء الأميركي للعراق رغم الحملة الأميركية ضد إيران التي تتهمها إدارة الرئيس دونالد ترامب بالوقوف وراء أغلب مشكلات منطقة الشرق الأوسط.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان "نواصل مناقشة العقوبات الخاصة بإيران مع شركائنا في العراق".
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن التعاون مع بغداد لإنهاء اعتمادها على إمدادات الغاز الطبيعي والكهرباء من إيران وتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن التوسع في استغلال موارد العراق من الغاز الطبيعي وتنويع مصادر وارداته من الطاقة سيعزز الاقتصاد العراقي بالإضافة إلى تشجيع قيام "عراق موحد ومزدهر ومتحرر من النفوذ الإيراني".
كما يأتي القرار الأميركي بعد أسبوع من زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني للعراق لأول مرة منذ توليه منصبه في 2013.
واستهدفت الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام تعزيز العلاقات بين إيران والعراق، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة حشد الدعم الإقليمي لتحركاتها المناوئة لإيران.