مليشيات الحوثي
"أسوأ دولة يمكن أن تولد فيها النساء".. هكذا ذيّل المنتدى الاقتصادي العالمي تقريره الأخير الخاص بأوضاع المرأة في اليمن.
التقرير الذي وصف معاناة النساء في اليمن كان يلخص من خلال تلك العبارة، جملة المشاكل الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية، بل حتى السياسية التي ترزح تحت وطأتها المرأة اليمنية.
وكشف التقرير عن احتلال اليمن المركز الأخير في قائمة 142 دولة من الناحية الاقتصادية والتعليمية والسياسية والعنف والرعاية الطبية وحقوق المرأة.
حرب الانقلابيين
ويتفق ناشطون حقوقيون على أن الحرب التي فرضها الانقلابيون الحوثيون فاقمت من الوضع المتردي الذي تكابده نسوة اليمن، مشيرين إلى جملة من الانتهاكات طالت مئات النساء الناشطات والفاعلات مجتمعياً وإنسانياً، وهو ما يؤيده تقرير التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن (رصد).
تقرير "رصد" وثّق مقتل 129 امرأة وإصابة 122 أخريات، جراء القصف والألغام، خلال العام الماضي فقط، كما سجّل التقرير اختطاف 23 امرأة، خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2018، محمّلاً المتمردين الحوثيين المسؤولية المباشرة لتلك الانتهاكات.
النساء في مواجهة النساء
إجبار النساء على العمل في المجال الأمني، الذي تضمنه تقرير تحالف "رصد"، عدّه ناشطون حقوقيون انتهاكاً خطيراً للمرأة، وفق القاضية فاطمة محمد سعيد العولقي، التي أشارت ، إلى تجنيد الحوثيين للنساء، واستخدامهنّ كأدواتٍ في وجه الناشطات والفتيات العاملات في المجتمع المدني.
القاضية فاطمة العولقي كانت تقصد ما وصفتهنّ بـ"كتائب الزينبيات"، التي تُوكل إليهنّ مهمات قمع النسوة والتنكيل بهنّ، مشيرةً إلى أن هذه الفرق العسكرية والأمنية تقوم أيضاً بتعذيب النساء للإدلاء بمعلومات عن ذويهنّ الرجال المطلوبين.
ألغام الانقلابيين
وذكرت العولقي أن تقرير لجنة حقوق الإنسان التابعة للحكومة اليمنية تضمن الإشارة إلى مقتل 814 امرأة، وإصابة نحو 4180 أخريات، على يد الانقلابيين الحوثيين، التي مارست ضدهن القتل والعنف الجنسي والمعنوي، والاحتجاز والاعتقال والتهجير القسري والنزوح والاعتداء على المحتجات، طيلة سنوات الحرب.
واعتبر التقرير الحكومي، وفق القاضية فاطمة، ألغام الحوثي التي يزرعها في كل مكان من أهم الوسائل التي تحصد في الغالب أرواح النساء والأطفال، فيما تعرضت المئات من النساء لإعاقاتٍ دائمةٍ بسببها.
إهدار كرامة اليمنيات
ويوثق تقرير منظمة "رايتس رادار" الحقوقية جملةً من الانتهاكات التي تعرضت لها نسوة اليمن منذ الانقلاب الحوثي، كحالات العنف والتحرش اللفظي والجنسي، وانتهاكات جسدية وصلت حد الاغتصاب والقتل، وتزويج القاصرات، بالإضافة إلى حالات إصابات واحتجاز غير قانوني، والحرمان من التظاهر والوقفات الاحتجاجية، ومنعهنّ من الحصول على حقوقهنّ التعليمية والصحية.
غنائم للمقاتلين
كما اتهمت المنظمة الحقوقية الانقلابيين بفرض الإقامة الجبرية على عشرات الناشطات والقيادات النسائية، وتهديدهن بالقتل.
وأكدت أن الانقلابيين يختطفون النساء، ويُجبرون أهاليهنّ المستضعفين -بفعل غياب الرجال- على تزويجهنّ بالقوة لمقاتليهم، كما أنه يتم استغلال النساء -وغالبيتهن من الأرامل- والزج بهن في أنشطة عسكرية تخالف تقاليد اليمنيين وأعرافهم.
معدن المرأة اليمنية
المحامية الشابة والناشطة الحقوقية اليمنية تهاني الصراري بددت الوضع السوداوي الذي تعيشه المرأة اليمنية، ووصفت وضع المرأة في اليمن وعدن خصوصاً بالتحدي الصعب.
وترى المحامية الصراري أن الانتهاكات التي تجرعتها المرأة اليمنية بسبب الحرب رفعت من وعيها ودفعتها للمطالبة بحقوقها.
وقالت : "أصبحت المرأة محور كل القضايا، ومحل اهتمام وصاحبة قرارات حاسمة في شتى المجالات، وأصبحت أكثر عملية وجدية".
وأضافت أن الأوضاع والظروف التي مرت بها البلاد كشفت عن معدن المرأة اليمنية، وأصبح المجتمع يعول عليها بشكل كبير، وصارت "تشيل" على عاتقها مختلف المهمات في المجتمع، خاصةً في الأسر التي فقدت عائلها بسبب الحرب.
وأكدت الصراري أن دور المرأة كبير وفعّال حالياً، ليس فقط في الأسر، بل حتى في إطار العمل المدني والمجتمعي وحتى السياسي.