طموحات المبعوث الأممي تواجه الكثير من الصعوبات
بدأ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث زيارة جديدة لصنعاء الإثنين للدفع قدما في اتجاه تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي في السويد حول هدنة في مدينة الحديدة الاستراتيجية.
وأوضح مصدر في الأمم المتحدة ان غريفيث يزور صنعاء من أجل "العمل على التنفيذ السريع لاتفاق الحديدة"، من دون أن يحدّد مدة إقامة المسؤول الدولي في العاصمة اليمنية وما إذا كان ينوي زيارة الحديدة.
وهذه ثاني زيارة معلنة لغريفيث لصنعاء هذا الشهر. وكان موكب بعثة الأمم المتحدة المكلفة مراقبة الهدنة في الحديدة تعرّض الأسبوع الماضي لإطلاق نار في المدينة اليمنية، بدون وقوع اصابات.
ويسري وقف إطلاق النار الهشّ في محافظة الحديدة غرب اليمن وسط تبادل للاتّهامات بخرقه منذ دخوله حيز التنفيذ في 18 ديسمبر.
ويسيطر المتمرّدون على الجزء الأكبر من المدينة، بينما تتواجد القوات الحكومية عند أطرافها الجنوبية والشرقية.
وتقع الحديدة على البحر الأحمر وتمر عبر مينائها غالبية الواردات اليمنية والمساعدات الإنسانية، ما يوفّر شريان حياة لملايين من السكان باتوا على حافة المجاعة.
وكانت الأمم المتحدة حققت اختراقا في الثالث عشر من ديسمبر بعد ثمانية أيام من المحادثات في السويد بين ممثلين عن حكومة عبدربه منصور هادي المدعوم من السعودية والإمارات من جهة، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران من جهة ثانية.
وبموجب هذا الاتفاق، دخل وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ في الثامن عشر من ديسمبر في مدينة الحديدة الواقعة في غرب اليمن على البحر الاحمر، على أن يلتزم المقاتلون الانسحاب من المنطقة التي ستدخلها بعثة مراقبة تابعة للامم المتحدة الى جانب الاتفاق على تبادل أسرى.
ولم يتم تنفيذ الاتفاق حتى الآن وسط خلافات واتهامات متبادلة بين طرفي النزاع بخرق الاتفاق وعدم الالتزام ببنوده.
وتبنى مجلس الأمن الدولي بالاجماع الاربعاء الماضي، قرارا تقنيا يؤكد إرسال بعثة مراقبين تابعة للامم المتحدة لمدة ستة أشهر الى اليمن، وذلك للإشراف على وقف إطلاق النار وانسحاب القوات من مدينة الحديدة غرب البلاد.
والقرار الذي تم تبنيه بمبادرة من المملكة المتحدة، نص على بعثة قوامها 75 مراقبا مدنيا. يشار الى أنه منذ نهاية ديسمبر 2018 واثر قرار سابق للامم المتحدة، تم نشر 15 مراقبا في اليمن تحت قيادة الجنرال الهولندي باتريك كامايرت.
ويشرف المراقبون على وقف لاطلاق النار سار منذ 18 ديسمبر في الحديدة حيث يوجد ميناء مهم جدا لايصال المساعدات الانسانية لنحو عشرين مليون يمني.
وعند اكتمالها ستعمل بعثة المراقبة أيضا في ميناءي سليف وراس عيسى وستراقب انسحاب المسلحين من هذه الموانىء الثلاثة وأيضا من مدينة الحديدة.
ويسعى غريفيث لتفكيك تعقيدات الحرب في اليمن من خلال تجزئة الحلول، ومحاولة تحويل أي اتفاق حول مدينة الحديدة إلى نموذج يمكن تعميمه لاحقا في محافظات أخرى مشتعلة وصولا إلى العاصمة صنعاء ذاتها.
وتواجه طموحات المبعوث الأممي الكثير من الصعوبات من بينها انعدام الثقة بين الفرقاء اليمنيين بعد أربع جولات فاشلة من الحوار، ودخول العامل الإقليمي على الخط عبر اختطاف طهران للقرار الحوثي وربط أي تنازلات بملفات دولية وإقليمية بالغة التعقيد.