إعادة تدوير عجلات الإنتاج
أعلنت وزارة النفط العراقية أمس أنها ستقلص وارداتها من المنتجات النفطية بنسبة 25 بالمئة مع إعادة تأهيل مصافي النفط الخام التي دمرت خلال الحرب مع تنظيم داعش.
وقال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي في بيان إن الوازرة أصبحت تنتج أيضا المزيد من المنتجات النفطية من خلال معالجة سوائل الغاز الطبيعي والغاز المصاحب لكن دون أن يحدد إطارا زمنيا لخفض الواردات.
تسارعت وتيرة خطط وزارة النفط العراقية لتقليص واردات المشتقات وخفض إحراق الغاز المصاحب في وقت تسعى فيه لاستكمال عقول إنشاء 6 مصافي جديدة في أنحاء البلاد، وذلك في إطار خطة طموحة لبلوغ طاقة تكرير تصل إلى مليوني برميل بحلول عام 2022
وكانت الوزارة قد أعلنت خلال الأشهر القليلة الماضية عن زيادة الطاقة الإنتاجية لمصفاة كركوك النفطية، إضافة إلى إطلاق عمليات لإعادة تأهيل وحدتين في مصفاة بيجي تبلغ طاقة كل منهما 70 ألف برميل يوميا.
وتقلصت طاقة التكرير في العراق بشكل كبير منذ منتصف عام 2014 حين احتل تنظيم داعش أكثر من ثلث مساحة البلاد وبضمنها عدد من المصافي أبرزها مصفاة عراقية قرب مدينة بيجي.
واستعادت القوات العراقية السيطرة على المصفاة في عام 2015 لكن عانت من أضرار جسيمة. وتعتمد البلاد حاليا بشكل أساسي على مصفاة الدورة في بغداد ومصفاة الشعيبة في محافظة البصرة.
وأوضح اللعيبي أن تقليص الواردات يأتي بفضل إعادة تأهيل عدد من المصافي، التي تعرضت للتدمير من قبل العصابات الإرهابية، والتي ساهمت في إضافة كميات جديدة للإنتاج الوطني.
وتشير تقديرات حكومية إلى أن العراق يستورد ما قيمته 5 مليارات دولار سنويا من مشتقات النفط، لسد الحاجة المحلية التي تقدر بنحو 600 ألف برميل يوميا، يستخدم جزء كبير منها في محطات توليد الطاقة الكهربائية.
وقال الوزير إن تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغاز السائل كان له الأثر الكبير في تقليص نسبة الاستيراد، من خلال تغطية جزء كبير من الاستهلاك في بعض المرافق وتعويضها بالغاز السائل.
جبار اللعيبي: ننتج المزيد من المشتقات النفطية من خلال معالجة سوائل الغاز الطبيعي
جبار اللعيبي: ننتج المزيد من المشتقات النفطية من خلال معالجة سوائل الغاز الطبيعي
وأوضح أن زيادة الإنتاج جاءت بعد تشغيل وحدات إنتاجية لبعض المصافي الحديثة والصينية في الأنبار ومصفاة كركوك، إضافة إلى مصفى القيارة في محافظة نينوى.
ويملك العراق مصفاتين كبيرتين هما الدورة، وتصل طاقتها إلى 210 آلاف برميل يوميا، والشعيبة التي تصل طاقتها إلى 140 ألف برميل يوميا، إضافة إلى 11 مصفاة أخرى أصغر حجما منتشرة في كامل أرجاء البلاد.
وعلى صعيد آخر كشف اللعيبي أن وزارة النفط وشركة جنرال إلكتريك الأميركية تضعان اللمسات النهائية لتوقيع عقد استثمار الغاز المصاحب من حقول ذي قار الذي من المؤمل إبرامه قبل نهاية الشهر الجاري.
وقال خلال استقباله أمس وفدا من شركة جنرال إلكتريك إن خطط الوزارة تهدف إلى التعاون مع الشركات العالمية الرصينة لاستثمار الغاز وإيقاف حرقه ومنها شركة جنرال إلكتريك التي تنفذ في العراق عددا من المشاريع في مجال النفط والطاقة.
وأضاف أن هذا العقد يعد من العقود المهمة على صعيد استثمار الغاز، وأن هناك العديد من العقود لاستثمار الغاز في المحافظات الأخرى وإشراك الشركات العراقية وتوفير فرص العمل للعراقيين.
وأكد مدير شركة جنرال إلكتريك في العراق توفيق العز أن الشركة ماضية في استكمال كافة الإجراءات لتوقيع العقد بالتعاون مع شركة عراقية وتشغيل الأيدي العراقية في المشروع وبقية مشاريعها الأخرى، والسعي إلى تطوير العمل المشترك مع وزارة النفط بما يحقق الارتقاء بقطاع النفط والغاز في العراق.
وكان اللعيبي قد ذكر الشهر الماضي أن “الوزارة ومن خلال المشاريع الاستثمارية التي طرحتها للتنافس أمام الشركات العالمية تطمح في الوصول إلى معدلات إنتاج عالية من المنتجات النفطية تصل إلى 2 مليون برميل يوميا بحلول عام 2022” .
وعادت الوزارة لأول مرة إلى تولي إدارة بعض المشاريع بالكوادر الذاتية مثل مشروع حقل الناصرية، بعد توقف ذلك النوع من الإدارة المباشرة منذ عام 2003 حين تحولت الحكومة لتسليم جميع المشاريع للشركات الأجنبية.
وتستعد الوزارة اليوم لتصدير الغاز إلى الكويت بمعدل 50 مليون قدم مكعب يوميا من حقل الرميلة في مرحلة أولى على أن يرتفع إلى 200 مليون قدم مكعب يوميا في مرحلة لاحقة.
وتخطط الوزارة لوقف حرق الغاز المصاحب الذي كان يهدر على مدى عقود بوضع ضوابط جديدة لعمل الشركات واتفاق مع شركة سيمنز الألمانية لاستغلاله بالكامل بحلول عام 2021.
وتخطط الوزارة لإنشاء 6 مصافي جديدة في العراق، إضافة إلى انطلاق أعمال إصلاح وحدتين في مصفاة بيجي، التي كانت أكبر المصافي العراقية وتعرضت للتدمير خلال سيطرة تنظيم داعش والحرب ضد التنظيم.
ووقعت الوزارة الشهر الماضي عقدا لإنشاء مصفاة قرب مدينة كركوك ودعت الشركات الأجنبية من أجلف تقديم العروض لبناء وتشغيل مصفاة جديدة قرب مدينة الموصل شمال البلاد وإنشاء مصفاة ومجمع للبتروكيماويات في ميناء الفاو، إضافة إلى 3 مصاف أخرى في محافظات ذي قار والأنبار ونينوى.