صورة تعبيرية
نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريرا عما وصفته بأنه "دعم من السعودية لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، من دون أن تدري".
وزعمت الصحيفة البريطانية في تقريرها أن السعودية تشن حملة ضد العمالة اليمنية، تسببت في طرد الآلاف من العمال اليمنيين، وهو ما شكل "دعما معنويا وماديا وبشريا" كبيرا للحوثيين.
وقالت "الإندبندنت" إن طرد الآلاف من اليمنيين من أعمالهم في السعودية، ساهم في زيادة أعداد مقاتلي الحوثيين في اليمن.
ودللت الصحيفة البريطانية على ذلك الأمر على مقال نشره محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن، حول تلك الأزمة.
ونشر الحوثي مقالا بعنوان "مرحبا بك في بيتك"، والذي دعا فيه العمال العائدين إلى اليمن من السعودية، للدفاع عن الأمة في القواعد العسكرية اليمنية التابعة لـ"أنصار الله".
ونشر كذلك الحوثي عددا من التغريدات، التي يحث فيها العمال اليمنيين على العودة إلى اليمن وأن هناك أعمال تنتظرهم في العاصمة صنعاء.
وقال الحوثي في تغريدات له: "السعودية كنظام يدعي العمل بالإسلام، ويتعمد التعالي والإهانة والتطاول على المغتربين، ولكن من يهن عليه ارتكاب المجازر اليومية، لن يعمل على التعامل الراقي مع مغتربي اليمن".
تفاصيل الكارثة
وعادت الصحيفة البريطانية للقول إن حملة الإصلاحات، التي دشنها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، تسعى لخفض نسب البطالة بين الشباب السعوديين، وهو ما أدى إلى ترحيل الآلاف من العمال المهاجرين غير الشرعيين في المملكة، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وعلى رأسهم العمال اليمنيين.
وتابعت "بعد عودة الآلاف من اليمنيين القادمين من السعودية، في ظل الأوضاع الإنسانية المتردية، التي يعيشها اليمن بسبب الحرب الدائرة هناك، يخشى الكثيرون من أن ينضم أولئك إلى الجماعات المسلحة المتناحرة في البلاد، وعلى رأسها جماعة الحوثيين أو تنظيم القاعدة".
وتظهر آخر إحصائيات لوزارة الداخلية السعودية، أن 65% من الذين تم ترحيلهم مؤخرا من المملكة، كانون يمنيي الجنسية.
وأوضحت أنه تم ترحيل نحو 100 ألف يمني إلى ديارهم، في حين لا يزال مصير 130 ألفا آخرين مهددا وغير محسوما.
ومضت "هناك نحو مليون يمني يعيشون حاليا في السعودية، وتعد تحويلاتهم المالية هي شريان الحياة لأسرهم، خاصة وأن هناك نحو 22 مليون يمني يعيشون حاليا على المساعدات الإنسانية، فيما اقترب 8 مليون آخرين من حافة المجاعة، فيما وصفت بأنها واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
ونقلت "الإندبندنت" عن فارغ السلمي، الباحث في مركز "شاثام هاوس" البريطاني: "تلك الأموال التي بدأت تنضب، ولم تعد تصل من السعودية يمكن أن تدمر اليمن، وهذا ما يمكن أن يكون أسوأ من الحرب".
الحقيقة المرة
ونقلت الصحيفة البريطانية شهادات من عدد من اليمنيين المغتربين، والذين أوضحوا كيف أن كثير من العمال اليمنيين الذين تم ترحيلهم من المملكة انتقلوا بصورة مباشرة للانضمام إلى الحوثيين والحرب ضد القوات السعودية.
وقالت فايزة السليماني، اليمنية التي تعمل في السعودية منذ عام 2015، وتعمل في مشروعات للمساعدات الإنسانية في اليمن: "تصريحات محمد علي الحوثي مخيفة جدا".
وتابعت
"أنا شخصيا أعرف 5 شبان، كانوا طلابا، وتم ترحيلهم إلى اليمن، وانضموا بصورة مباشرة إلى الحوثيين، وميليشيات أخرى، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو أمر محبط للغاية".
وزعمت الصحيفة أن مصادر خاصة بها، أوضحت أن المقاتلين الحوثيون يمنحون المقاتلين 100 دولار شهريا، للقتال ضد قوات التحالف، وهو الرقم الذي تمنحه تنظيمات أخرى في اليمن مثل "القاعدة" وغيرها.
ونقلت الصحيفة أيضا عن رجل أعمال يمني بارز مقيم في السعودية، قوله: "اضطررت خلال العامين الماضيين للاستغناء عن 5 آلاف عامل بناء يمني، بسبب الأزمة الاقتصادية، التي تواجه السعودية، والتغييرات التي تم إدخالها على نظام التصاريح".