انعدام الثقة في الحوثيين
نفى قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام صحة التصريحات المنسوبة للمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد التي تحدث فيها عن عقد جولة من المشاورات بين الحوثيين وحزب المؤتمر في مسقط بترتيب من المبعوث الدولي الجديد مارتن غريفيث، وأن الأمر لا يتعدى محاولات من سلطنة عمان لمصالحة الحوثيين مع أنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وقال القيادي في حزب المؤتمر الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح خاص، إن زيارة مزمعة لولد الشيخ إلى مسقط كانت مقررة السبت بهدف تهيئة الأجواء للالتقاء بوفد التفاوض الحوثي الموجود هناك لكن الزيارة ألغيت في اللحظات الأخيرة لأسباب غير معروفة.
ونسبت وكالة الأنباء العمانية لولد الشيخ، الجمعة، قوله إن خليفته سيتولى الإشراف على مشاورات ستجري بين جماعة أنصارالله الحوثية، وحزب المؤتمر الشعبي العام، و”ستركز على الحل السلمي والسياسي بين الأطراف، وضرورة تقديم تنازلات من الطرفين من أجل تسوية سلمية”.
وأشارت مصادر إلى سعي مسقط لتشجيع قيادات حزب المؤتمر الشعبي على تجاوز آثار مواجهات الثاني من ديسمبر 2017 التي شهدتها صنعاء وانتهت بمقتل الرئيس السابق وأمين عام حزبه عارف الزوكا واعتقال المئات من كوادر وقيادات الحزب، والعودة إلى التحالف السابق مع الحوثيين، مضيفة أن كل الجهود باءت بالفشل حتى الآن في ظل انعدام حالة الثقة بين الطرفين.
وكشفت المصادر عن وساطة عمانية أفضت إلى إطلاق سراح معظم قيادات المؤتمر المعتقلين في السجون الحوثية، مشيرة إلى أن خلافا لا يزال يدور حول مصير عائلة صالح وأولاده المعتقلين، حيث نجحت مساع قام بها مسؤولون عمانيون في إقناع الحوثيين بالموافقة على إطلاق سراح اثنين من أبناء صالح والاحتفاظ باثنين آخرين لمرحلة لاحقة وهو ما قوبل برفض قيادة حزب المؤتمر في الداخل التي تشترط إطلاق جميع المعتقلين لمناقشة أي ترتيبات تتعلق بإعادة بناء الثقة بين المؤتمر والجماعة الحوثية.
ويتطلع الحوثيون لتجاوز الآثار الكارثية لمقتل الرئيس اليمني السابق وأمين عام حزب المؤتمر، مع الاستفادة من حالة الفراغ التي خلفها رحيل صالح ومكنتهم من إحكام قبضتهم السياسية والعسكرية بشكل كامل على معظم مناطق شمال اليمن التي لا تزال خارج سيطرة الحكومة الشرعية.
ويبدي القادة الحوثيون بشكل غير مسبوق رغبتهم في استئناف العملية السياسية في مرحلة ما بعد صالح من أجل كسر حالة العزلة التي تفاقمت عقب إقدامهم على التخلص من شريكهم الوحيد في الداخل.
وكشفت مصادر خاصة عن محاولات يقوم بها الحوثيون لفتح قنوات تواصل جديدة مع الرياض، من أجل استئناف تفاهمات “ظهران الجنوب” التي توصل فيها رئيس وفد التفاوض الحوثي محمد عبدالسلام إلى اتفاق أوّلي للتهدئة مع السعودية.
وعن إمكانية عقد أي مشاورات بين الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين لفت المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل في تصريح لـ”العرب” إلى أن الأحداث الإقليمية والتطورات المحلية في اليمن لا تعطي أي مؤشرات إيجابية في اتجاه حلحلة في الملف السياسي.
وأضاف إسماعيل “يظل الحديث عن جولة قريبة وقادمة من المشاورات ليس أكثر من تمنيات تحاول تجاوز تعقيدات المشهد والواقع على الأرض الذي تغير كليا بعد مقتل صالح على يد جماعة الحوثي التي تتلقى هزائم متلاحقة لكنها لم تصل إلى مرحلة إقناعها بالموافقة على الذهاب إلى مشاورات ستكون هذه المرة أكثر ضغطا عليها”.