استمرار الاحتجاجات
حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الاثنين بأن الشعب “سيرد على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون” الذين يتظاهرون منذ أيام في أنحاء إيران.
وقال روحاني في تصريح نشر على موقعه الإلكتروني الرسمي إن “أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب، وتسيء إلى مقدسات الثورة وقيمها” مضيفا أن “الانتقادات والاحتجاجات فرصة وليست تهديدا، والشعب سيرد بنفسه على مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون”.
وجاء كلام الرئيس الإيراني غداة ليلة رابعة حافلة بالتظاهرات في عدد من مدن البلاد بما فيها العاصمة طهران احتجاجا على الحكومة وعلى الظروف الاقتصادية الصعبة من بطالة وغلاء معيشة وفساد.
وأضاف روحاني “اقتصادنا بحاجة إلى عملية جراحية كبيرة، وعلينا أن نتحد جميعا”، مؤكدا أن الحكومة عازمة على “تسوية مشكلات المواطنين”.
وأعلن التلفزيون الرسمي أن ستة أشخاص قتلوا مساء الأحد بـ”إطلاق نار مشبوه” على هامش أعمال عنف في مدينة تويسركان (غرب) بعد أن كانت وسائل الاعلام أشارت قبلا إلى سقوط أربعة قتلى في مدينتي ايذج (جنوب غرب) ودورود (غرب).
وقال التلفزيون إن “أشخاصا ملثمين (..) شاركوا في الاضطرابات وهاجموا مباني عامة وأضرموا فيها النار” في تويسركان.
وأسفرت التظاهرات والاضطرابات منذ يوم الخميس عن 12 قتيلا وتوقيف مئات الأشخاص.
وعرض التلفزيون الإيراني الحكومي صورا للخراب الذي خلفته الاحتجاجات المعارضة لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وجاء في نشرات الأخبار أن “أحداث الليلة الماضية خلفت لسوء الحظ 10 قتلى في عدة مدن”.
وقُتل متظاهران خلال صدامات مساء الاحد في مدينة ايذج بجنوب غرب ايران بحسب ما نقلت وكالة “ايلنا” القريبة من الاصلاحيين عن النائب المحلي هداية الله خادمي.
وقال خادمي “لقد تظاهر سكان من ايذج على غرار ما حصل في سائر انحاء البلاد احتجاجا على الصعوبات الاقتصادية لكن للاسف قُتل شخصان واصيب آخرون بجروح (…) ولا اعلم اذا كان اطلاق النار مصدره قوات الامن او متظاهرين”.
ومساء الاحد قتل شخصان في مدينة دورود (غرب) عندما استولى متظاهرون على شاحنة تابعة لجهاز الاطفاء وفكوا فراملها من على احدى التلال. وقال قائد شرطة المدينة للتلفزيون الرسمي “صدمت المركبة شخصين احدهما مسن والآخر مراهق ما ادى الى مقتلهما”.
وكان قُتل شخصان آخران مساء السبت في المدينة نفسها لكن نائب حاكم المحافظة اكد ان قوات الامن لم تطلق النار على المتظاهرين.
ووقعت المواجهات مساء الاحد رغم النداء الذي وجهه الرئيس حسن روحاني من اجل الهدوء منددا بالعنف.
وكانت الاحتجاجات على غلاء المعيشة وضد السلطة بدأت الخميس في طهران.
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم الاثنين، أن قوات الأمن تصدت لمتظاهرين مسلحين حاولوا الاستيلاء على مراكز شرطة وقواعد عسكرية.
وقال بيان التلفزيون الإيراني الرسمي: “حاول بعض المتظاهرين المسلحين السيطرة على بعض مراكز الشرطة وقواعد عسكرية، لكنهم قوبلوا بمقاومة صارمة من جانب قوات الأمن”، ولم يحدد البيان موقع هذه الهجمات.
وتشهد ايران منذ الخميس الماضي تظاهرات احتجاجا على التضخم والبطالة، بدأت من مدينة مشهد (شمال غرب) وامتدت الى باقي انحاء البلاد.
ومساء الاحد رأى روحاني الأحد أن الاجهزة الحكومية ينبغي أن تؤمن لمواطنيها “مساحة للنقد”، مشيرا إلى ضرورة “توفير الظروف للنقد والاحتجاجات القانونية بما في ذلك التظاهرات”، منددا في الوقت نفسه باعمال العنف وتدمير المباني العامة.
وأكد روحاني ان “النقد شيء والعنف وتدمير الممتلكات شيء آخر”.
وكانت السلطات قطعت الإنترنت عن الهواتف النقالة لساعات عدة ليل السبت الأحد، للحد من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي ولاسيما تطبيقي تيليغرام وانستغرام الواسعي الانتشار في ايران، من اجل الحؤول دون قيام تظاهرات جديدة.
ومن جهته أعلن البيت الأبيض رسميا تأييده الكامل للمتظاهرين المحتجين في إيران. وقالت المتحدثة باسمه سارة ساندرز: “إننا نؤيد حق الشعب الإيراني في التعبير عن آرائه سلميا ويجب أن يسمع صوته”.
وحذرت سارة ساندرز من قمع هذه الاحتجاجات قائلة: “نطالب جميع الأطراف بالدفاع عن هذا الحق الأساسي في التعبير السلمي وتجنب أي عمل يساعد على فرض الرقابة عليها”.
في السابق، دعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المتظاهرين المحتجين عبر حسابه على مدونة تويتر، وأدان على وجه الخصوص “حجب الإنترنت” على خلفية الاحتجاجات في إيران.