90 مليون دولار لم تضئ عدن.. الظلام يبتلع المدينة بوجود الحكومة
شهدت منظومة الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن، اليوم، تدهوراً حاداً وصل إلى أدنى مستوياته منذ أشهر، حيث ارتفعت ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى 18 ساعة يومياً مقابل ساعتين فقط من التشغيل، وذلك جراء نفاد الوقود وخروج أغلب محطات التوليد عن الخدمة.
ويأتي هذا الانهيار في الخدمات بعد يومين فقط من عودة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة إلى عدن، مما وضع السلطات الشرعية أمام اختبار شعبي وخدمي صعب. وتتزايد حالة الاحتقان في الشارع العدني، لا سيما أن الحكومة تسلمت قبل أيام قليلة دفعة أولى من الدعم السعودي بقيمة 90 مليون دولار، مخصصة بشكل رئيسي لتحسين الخدمات العامة وصرف المرتبات، بالتزامن مع التزام المحافظات بتوريد الإيرادات الضريبية والجمركية إلى البنك المركزي.
وعلى الرغم من التحسن الملحوظ في سعر صرف العملة المحلية مؤخراً، إلا أن ذلك لم ينعكس على الواقع المعيشي للمواطنين؛ حيث لا تزال الأسعار مرتفعة، والخدمات الأساسية مشلولة، مع استمرار تعثر صرف الرواتب دون توضيحات رسمية.
وفي السياق، كشفت مصادر مطلعة في المؤسسة العامة للكهرباء بعدن، أن إدارة المؤسسة وجهت مناشدات عاجلة ومتكررة للحكومة خلال الأيام الماضية لتوفير الوقود اللازم لتفادي هذا الانهيار، إلا أن تلك المطالبات لم تلقَ استجابة فورية، مما أدى إلى توقف المحطات.
ويرى مراقبون ومواطنون أن عجز الحكومة عن تأمين وقود الكهرباء بالتزامن مع وجودها داخل المدينة وتلقيها دعماً مالياً خارجياً، يمثل "فشلاً إدارياً" يحتاج إلى معالجات فورية تتجاوز الوعود الإعلامية إلى حلول ملموسة على الأرض.