مجلس القيادة الرئاسي يلجأ إلى حزب الإصلاح في مأرب لمواجهة تصاعد الخلافات مع المجلس الانتقالي الجنوبي
يلجأ مجلس القيادة الرئاسي اليمني إلى حزب التجمع اليمني للإصلاح في مأرب، باعتباره قوة سياسية وعسكرية مسيطرة على الأرض، لتوفير قاعدة خلفية للشرعية في حال واجهت صعوبات في مواصلة التمركز في عدن.
تصاعد الخلافات مع المجلس الانتقالي الجنوبي
أدت الخلافات المتنامية بين الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى تلويح الشرعية بورقة التحالف مع حزب التجمع اليمني للإصلاح. واختار رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي محافظة مأرب شرقي العاصمة صنعاء منصة لتوجيه رسائل نارية لجماعة الحوثي متوعّدا باستعادة باقي مناطق البلاد من سيطرتها.
خطاب العليمي من مأرب
أثنى العليمي على مأرب "التي رفضت الانقلاب منذ وهلته الأولى وقاومت المشروع الكهنوتي الظلامي لميليشيا الحوثي والمشروع الإيراني في اليمن"، قائلا "نؤكد أننا سننطلق من هنا ومن كل المحافظات لتحرير المناطق التي مازالت تحت سيطرة ميليشيا الحوثي، وسيتحقق النصر من خلال القوات المسلحة بكافة تشكيلاتها والمقاومة الشعبية المساندة لها".
مراقبون: خطاب سياسي
يرى مراقبون أن دوافع الخطاب القوي للعليمي سياسية بالأساس، وأن هذا الخطاب لا يؤشر على أي تغييرات وشيكة في المشهد العسكري وفي خارطة السيطرة على الأرض. وأشار هؤلاء إلى أن قيادة الشرعية اليمنية التي تواجه اتهامات من قبل قوى جنوبية بإهمال دورها الأصلي في استعادة المناطق من سيطرة الحوثيين والانصراف نحو ترسيخ وجودها في مناطق الجنوب، احتاجت لإحياء خطاب مقاومة الحوثيين ومواجهتهم عسكريا لدحض تلك الاتهامات.
مأرب: معقل حزب الإصلاح
تعد مأرب معقلا رئيسيا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع اليمنية لتنظيم الإخوان المسلمين، والممثلين داخل مجلس القيادة عن طريق القيادي في الحزب محافظ مأرب سلطان العرادة. ويضاعف تصاعد الخلافات بين قيادة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي حاجة تلك القيادة لتمتين التحالف مع حزب الإصلاح الذي يحمل بدوره موقفا سلبيا من الانتقالي ومشروعه في استعادة دولة الجنوب وما يزال يمتلك مصالح له في المحافظات الجنوبية.
زيارة العليمي لمأرب
قام العليمي بأول زيارة له إلى محافظة مأرب الواقعة شرقي العاصمة صنعاء وذلك منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أبريل 2022. واستُقبل هناك من قبل عضو مجلس القيادة ومحافظ مأرب سلطان العرادة وقيادات عسكرية وأمنية ومدنية. وأشاد العليمي بـ"الإنجازات الكبيرة التي تحققت في المحافظة على مختلف الصعد رغم التحديات الكبيرة والأوضاع الاستثنائية التي تعيشها من حرب متواصلة وتدفق للنازحين وشح للإمكانات".
حزب الإصلاح: قوة أساسية في مأرب
تمكن حزب الإصلاح من خلال تحكّمه في موارد المحافظة وأيضا من خلال احتفاظه بقوّة عسكرية وازنة تابعة له من تأسيس سلطة مستقرة ومزدهرة إلى حدّ ما في المحافظة التي تحوّلت إلى وجهة لأكثر من مليوني نازح فارّين من الحرب في مناطق أخرى من البلاد.
رسائل متعددة
ترافقت زيارة رئيس مجلس القيادة إلى مأرب مع حملة إعلامية شارك فيها مسؤولون ووسائل إعلام تابعة للشرعية، وأخرى تابعة لحزب الإصلاح، وتمّ خلالها إبراز الأهمية الاستثنائية للزيارة.
رسائل متضاربة
يأتي خطاب العليمي من مأرب في وقت يشهد فيه مسار السلام في اليمن تعثرا بسبب الخلافات بين الأطراف اليمنية والدول الإقليمية الداعمة لها. ويبدو أن الشرعية اليمنية تحاول إرسال رسائل متعددة من خلال خطاب العليمي، من بينها التمسك بمواجهة الحوثيين عسكريا، والتحالف مع حزب الإصلاح في مأرب، والتهديد باللجوء إلى خيارات أخرى في حال فشل مسار السلام.
مأرب: نقطة تحول؟
يبقى من المبكر تحديد ما إذا كانت زيارة العليمي إلى مأرب ستشكل نقطة تحول في مسار الصراع اليمني. لكن من الواضح أن الشرعية اليمنية تعول على حزب الإصلاح في مأرب لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها.