استعادت مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية هدوءها تدريجيا بعد التوتر الذي شهدته المدينة نتيجة نشوب مواجهات نادرة الحدوث بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وشباب المخيم.
ويبدو أن الوساطات الفلسطينية ستواصل تحركاتها خلال الساعات المقبلة لقطع الطريق على دعاة التفرقة والانقسام، لاسيما في ظل محاولات الإعلام العبري استغلال الحادث الأخير لمهاجمة السلطة الفلسطينية.
ويعمل اليمين المتطرف الإسرائيلي عبر أذرعه الاعلامية المختلفة للترويج للضفة كمنطقة خارج سيطرة السلطة الفلسطينية وذلك لتبرير اقتحامات جيش الاحتلال لها على الصعيد الدولي، وهذا ما يجب أن تدركه القيادة الفلسطينية التي حققت منذ مطلع هذا العام العديد من الاختراقات على الصعيد الدولي لاسيما بعد موافقة محكمة العدل الدولية على النظر في ملف احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وعليه يجب أن تدرك الفعاليات الفلسطينية أن صمود الشعب الفلسطيني يجب أن يقترن بعمل جدي على حل الخلافات الداخلية لا تأجيجها، لاسيما وأن الأجهزة الوطنية الفلسطينية منبثقة من رحم الشعب الفلسطيني، وأن أي تجاوزات أو خروقات يجب أن تكون استثناء وليست قاعدة.
وكان المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات قد أكد أن تحرك الأجهزة الأمنية الفلسطينية جاء بعد تلقي عدة شكاوى من مؤسسات وأفراد في محافظة طولكرم، حول وجود مواد خطرة وحواجز أمام مدارس الأطفال وفي الطرقات داخل المخيم.
وقال ارزيقات أنه بناء على ذلك، تحركت الأجهزة الأمنية وأزالتها، منعًا لأي مخاطر قد تنجم عن وجودها.
كما أكد ارزيقات أن الأجهزة الأمنية طلبت من الجهات المختصة تشريح جثمان المواطن عبد القادر زقدح، للوقوف على الحقائق، مؤكدا أن الجهود متواصلة لتحديد الملابسات المتعلقة بالحادث، تمهيدا لاتخاذ كل ما يلزم من إجراءات.
أخيراً وليس آخراً يتضح لنا من مشهد حادثة طولكرم أهمية الاجتماع الذي عقد برئاسة الرئيس محمود عباس مع قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية الأثنين الماضي، والذي كان يهدف لنزع فتيل أي توتر قد يحدث في الضفة ويقوم الاحتلال بإستغلاله من جانب، وكذلك بعض الفصائل المناهضة للمصالحة الفلسطينية من جانب أخر، وان السلطة باتت مستهدفة بشكل مباشر لإضعافها ومن ثم سحب البساط من تحت أقدامها، وهو هدف يسعى له الاحتلال وبعض الفصائل.
فادي عيد
المحلل السياسي المتخصص في شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا