ماذا وراء التنازل المفاجئ لحركة حماس لصالح فتح ؟

تفيد المصادر الإعلامية والسياسية بحدوث مستجدات هامة في ملف المصالحة الفلسطينية، بعد أن وصلت الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركتي فتح وحماس إلى اتفاق بخصوص إجراء انتخابات فلسطينية موحدة في آجال تقدّر بستّة أشهر من تاريخ الاتفاق.

وكانت محادثات المصالحة قد تعطلت في وقت سابق بسبب رفض حماس التنازل بخصوص بعض الجزئيات المتعلقة بالانتخابات، لتتراجع لاحقا عن موقفها بشكل مفاجئ وغير مفهوم.

في الأسابيع الأخيرة، راسل زعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشأن الانتخابات الفلسطينية، وأعرب هنيّة لعباس عن قبول حركته التنازل لصالح منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح بشأن كيفية إجراء انتخابات، مؤكد قبوله وقبول حركته شرط إجراء الانتخابات بشكل متتالي لا متزامن.

هذا وقد رحب بعض السياسيين الفلسطينيّين بهذا التنازل واعتبروه خطوة إيجابية في اتجاه تحقيق حلّ "فلسطيني-فلسطيني" بشكل سلمي وجامع، إلّا أنّ البعض الآخر عبّر عن قلقه من هذه المرونة المفاجئة التي أبدتها حماس، والتي لا يمكن بأي حال أن تكون عفوية أو غير محسوبة.

وقد نقلت صحف الكترونية عن مقربين من محمود عباس أنّ حركة حماس أرادت بهذه الخطوة إحراج فتح والسلطة الفلسطينية ووضع الكرة في مرماها وإخراج نفسها في صورة الحركة الرصينة والمسؤولة، واعتبر هؤلاء أنّ هذه الخطوة من حماس هي مناورة سياسيّة لكسب المزيد من الدعم السياسي في الضفة الغربية وبين الفلسطينيين بصفة عامّة.

وفي ذلك السياق رجح بعض المعلقين السياسيّين أنّ حركة حماس تخفي نوايا أخرى مما وصفوه بمناورة الانتخابات الفلسطينية، وعلى رأسها تحقيق اختراق تاريخي في الضفة الغربية وافتكاك السلطة من منظمة التحرير الوطني الفلسطينية.

كما يشكك الكثير داخل حركة فتح والسلطة الفلسطينية برام الله في النوايا الحقيقية لحركة حماس، إذ لا يمكن إغفال ما يزيد عن عقد من الصراع السياسيّ الذي استعملت فيه حماس عدة وسائل غير مشروعة، وبرغم ذلك يحاول بعض السياسيين في الضفة الغربية منح فرصة أخيرة لحماس، وتحديدا من أصوات الحكمة داخل الحركة الذين يضعون مصلحة فلسطين فوق أي اعتبارات شخصية أو مصالح حزبية.