ربط مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون بين نجاح خطة التسوية الأمريكية في المنطقة المعروفة باسم "صفقة القرن" وبين إعادة انتخاب دونالد ترامب لولاية رئاسية ثانية.
وقال بولتون في لقاء متلفز مع قناة "فرانس 24" الحكومية الفرنسية، يوم الخميس: إن الخطة الأمريكية للتسوية (صفقة القرن) التي يعارضها الفلسطينيون بشدة "لن تنجح، ولن تتم ما لم يعد انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا".
لكن المستشار السابق لترامب، استبعد إمكانية نجاحه بالبقاء داخل البيت الأبيض، لولاية أخرى، وقلل من فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.
ورأى بولتون، أن "إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، يحتاج إلى مبادرة أخرى".
وثمن بولتون خطوة ترامب الخاصة بإعلان "صفقة القرن"، قائلا: "ما قام به ترامب محقا فيه، عندما نظر إلى الاستراتيجية الكاملة في المنطقة، وهو يعطي معنى إلى دول الخليج بالسعي إلى وجود حل مع إسرائيل".
واعتبر أن ما جرى هو تغير استراتيجي في المنطقة بسبب إيران، وإمكانية السلام ستبقى ولكن في حال إعادة انتخاب دونالد ترامب لولاية رئاسية ثانية.
ووصف الرئيس الأمريكي الحالي، بأنه ليس جمهوريا محافظا، ولا ديمقراطيا ليبراليا، وأنه صاحب فلسفة شخصية، واتهمه بأنه يواجه صعوبة في فهم أحداث العالم.
وكشف أن ترامب "كان متحمسا لإجراء مفاوضات مع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، رغم معارضته للاتفاق النووي".
وأكد بولتون أن "مستشاري ترامب نصحوه بالرد بحزم على إيران بعد إسقاطها طائرة أمريكية مسيرة العام الماضي، وهجومها المتكرر على السفن الأمريكية في منطقة الخليج"، واعتبر أنه "كان يجب اتخاذ قرار حازم يخدم الأمن القومي الأمريكي، لكن ترامب كانت لديه مقاربة معاكسة لرأي المستشارين".
وتعليقا على قرار الرئيس الأمريكي بتصفية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، قال بولتون إن بعض الأمور تحتاج إلى الاستعداد وانتظار الوقت المناسب.
واعتبر بولتون أن ترمب لم يكن ثابتا في قرارته حول الملف السوري، وأكد أنه تردد كثيرا في الانسحاب من عدمه، وهذا ما مكن دولا أخرى من التقدم داخل سوريا.
وفي الشأن الليبي، استبعد بولتون وجود استراتيجية أمريكية واضحة، مؤكدا أن الملف الليبي يهم بالدرجة الأولى الدول الأوروبية.
وقال بولتون إن كتابه "الغرفة التي حدث فيها ذلك"، يوضح للرأي العام كيفية اتخاذ القرارات لدى الإدارة الأمريكية، خلال الشهور التي كان فيها مستشارا للرئيس الأمريكي.
ويصنف بولتون، الذي عمل دبلوماسيا في عدة إدارات أمريكية بـ"الجمهوري المحافظ"، واستقال العام الماضي من منصبه مستشارا للأمن القومي، بسبب "عدم الاتفاق" مع الرئيس الأمريكي.