التنسيق لتثبيت النفوذ
تعمل روسيا ما في وسعها لبسط نفوذها في سوريا على مدى بعيد، وخاصة تعميق وجودها العسكري في البحر المتوسط في سياق سباق دولي متسارع بعد اكتشاف فرص واعدة للغاز في هذه المنطقة البحرية.
وكانت وسائل إعلامية روسية نقلت أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر وزارتي الدفاع والخارجية بإجراء محادثات مع دمشق بشأن تسليم العسكريين الروس منشآت إضافية وتوسيع وصولهم البحري في سوريا، في وقت يبدو الوجود العسكري الروسي المتعاظم هناك يلقى تفهّما تركيا وإسرائيليا في سياق تقاسم المصالح.
ويعتقد مراقبون أن الوجود الروسي في المتوسط لا يتعلق فقط بمجريات الحرب في ليبيا، وأنها قد تكون مسوغا إضافيا لزيادة النفوذ الروسي في منقطة تشهد أنشطة متعددة لقوى إقليمية ودولية، وأن الأمر لا يقف عند النفوذ العسكري.
ويقول معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن شركات الطاقة الروسية تتطلع إلى تجديد استثماراتها في قطاع الطاقة السوري وتوسيعها، لكنها لا تسعى إلى التنقيب عن احتياطيات النفط السورية المحدودة واستخراجها، فهي تختزن كميات هائلة، بل تحاول الاضطلاع بدور فاعل في إعادة إعمار البنية التحتية للنفط والغاز في سوريا وتشغيلها.
وتملك روسيا منشأتين عسكريتين دائمتين في سوريا هما قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية وقاعدة بحرية في طرطوس على البحر المتوسط. ويجري حديث عن أن روسيا أقامت قاعدة عسكرية جديدة على الحدود مع تركيا في سياق تنويع مراكز سيطرتها في سوريا.
وفي سبتمبر من العام الماضي أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن توسيع قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية السورية، مشيرة إلى أن 30 مقاتلة من طراز سوخوي وطائرة هليكوبتر موجودة في تلك القاعدة الجوية.