«أسما» إعلامية مصرية شابَّة، نشطة على منصات السوشيال ميديا، وابنة فنان مصري معروف، هو شريف منير، تعرضت لعاصفة عاتية من النقد في مصر، من أطراف كثيرة، ومنهم نواب في البرلمان، بسبب تعليق ناقد لها على صفحتها في «فيسبوك» ضد الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي.
عاصفة عاتية جعلت والدها الممثل شريف منير يقول في مؤتمر عن الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي في القاهرة بالدارجة المصرية: «بنتي قالت لفظاً خطأً اتمسح بينا البلاط على السوشيال ميديا، واتشتمت بأبويا وأمي».
ابنة شريف، أسما، قالت في مداخلة لها ببرنامج «الحكاية» لعمرو أديب: «أريد أن أموت نفسي لأنني رديت، ولو الشيخ الشعراوي كان حياً لم يكن ليفعل ذلك، كان سيسامحني... أنا آسفة، لم أكن أقصد».
نواب في البرلمان دعوا إلى تشريع يجرِّم الإساءة إلى «الرموز» الدينية والتاريخية، وهي مسألة سبقت إثارتها في البرلمان عام 2017 أيضاً على خلفية الهجوم على الشعراوي نفسه!
من هو الشيخ الشعراوي حتى يثير، بعد موته عام 1998، كل هذا الضجيج؟
هو أشهر من نار على علم لدى عامة الناس، بمصر وخارجها، وترجع هذه الشهرة لأسباب كثيرة، لكن أهمها برنامجه التلفزيوني الشهير «نور على نور» بعد كل صلاة جمعة، الذي كان يفسر فيه القرآن، أو يقول: «خواطره» كما قال هو، من داخل مسجد «سيدنا» الحسين في القاهرة، وفي ذلك ما فيه من الدلالة الشعبية العميقة في الوجدان المصري، كما ينبِّه الباحث المصري ماهر فرغلي في تعليق له لقناة «الحرّة».
ولد الشعراوي في أبريل (نيسان) عام 1911 بقرية دقادوس في ميت غمر بمحافظة الدقهلية في مصر، وحين توفي عن 87 عاماً أقيم له ضريح كبير في بلدته، تحوَّل هو بدوره إلى مزار شعبي كبير.
وللدلالة على تحول الشيخ الشعراوي إلى أيقونة دينية شعبية مصرية، نجد هذا العنوان في صحيفة «اليوم السابع» المصرية لتحقيق عن ضريح الشعراوي:
«قصة ضريح الشيخ الشعراوي في مسقط رأسه بالدقهلية... زواره يأتون يومياً للدعاء ونيل البركة... حارسه: معجزات تتحقق للزوار».
لكن بعيداً عن الحصانة الشعبية والأسطرة الوجدانية للشيخ الشعراوي، فهو شخصية محورية في الثقافة الدينية والفعل الديني الاجتماعي العام في مصر، هو من الرعيل الأول لجماعة «الإخوان» نفسِها، وكان من رفاق حسن البنّا والباقوري وغيرهما من الآباء المؤسسين للجماعة، بل وكتب أول منشور له، حسبما يقول هو في سيرته.
لاحقاً، وفي حياة المؤسس حسن البنّا، ترك الشعراوي الجماعة، ناقماً عليها تكالبها على السياسة، وتهميش الدعوة، وأبان عن ميله إلى الرمز الوفدي النحّاس باشا «الراجل الطيب بتاع ربنا» وانفصل عن الجماعة حتى وفاته، وحذّر ابنه سامي من الالتحاق بها.
لكن هل كانت كل آراء الشعراوي وأدواره صائبة؟
في المقالة المقبلة نكمل...