إسلام آباد
قتل وأصيب ما لا يقل عن عشرين شخصاً في تفجير انتحاري استهدف حفل زفاف، في منطقة باتشر أغام في ولاية ننجرهار شرقي أفغانستان. وقال مسؤولون حكوميون إن الانتحاري استهدف بحزامه الناسف حفل زفاف في الثامنة والنصف صباح أمس الجمعة، وإن حفل الزفاف كان يخص ابناً لملك تور، أحد زعماء قبائل باتشر أغام في المنطقة، وقائد الميليشيا الموالية للحكومة في المنطقة.
وحسب ما ورد من مكتب حاكم ننجرهار، فإن الانتحاري قتل ستة أشخاص وجرح أربعة عشر آخرين، كما أدى التفجير الانتحاري إلى قتل الزعيم القبلي ملك تور وأحد الأطفال.
ونفت حركة «طالبان» التي تقاتل ضد الحكومة الأفغانية والقوات الأجنبية أن تكون لها أي علاقة بالتفجير في حفل الزفاف.
وينشط في ولاية ننجرهار تنظيم «داعش» الذي تقول الحكومة إنها تخوض مواجهات يومية مع مقاتليه في عدة مديريات. كما أن ولاية ننجرهار تأوي منظمات متمردة أخرى، منها الجماعات الباكستانية التي فرت من منطقة القبائل، وعدد من مافيات المخدرات التي تحاول تسويق ما تنتجه أفغانستان من مخدرات، عبر الحدود بين باكستان وأفغانستان.
ونقلت وكالات أنباء محلية عن حضرت خان خاكسار، حاكم منطقة باتشر أغام قوله إن حصيلة التفجير هي 14 قتيلاً و14 جريحاً، وإنها قابلة للتغير، بينما قال مسؤول في مستشفى ننجرهار في مدينة جلال آباد، إن المستشفى تسلم جثتين فقط و11 جريحاً.
ويأتي التفجير الانتحاري بعد اتفاق الأطراف المتفاوضة في الدوحة على العمل على تجنيب المدنيين أي خسائر في المواجهات الدائرة بين القوات الحكومية وقوات «طالبان» في ولايات أفغانستان.
وكان مسؤولون أفغان قد اعترفوا بمقتل سبعة مدنيين، بينهم رضيع، قتلوا في ضربة جوية في إقليم بغلان بشمال أفغانستان.
وقالت وزارة الدفاع في بيان، إن الضربة الجوية كانت تهدف إلى «القضاء على العدو» في منطقة كتب خيل بمدينة بل خمري. وأضافت أن فريقاً من الوزارة يحقق في الأمر. واندلعت احتجاجات في الشارع الرئيسي في بل خمري بعد الضربة الجوية، واستخدم المتظاهرون شاحنات صغيرة في نقل رفات الضحايا قبل دفنهم. وتزامن الهجوم مع صدور بيان مشترك من مبعوثي الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان»، يلزم الطرفين «باحترام وحماية كرامة الناس وحياتهم وممتلكاتهم، وتقليص الخسائر بين المدنيين إلى الصفر».
وقال أسد الله شهباز، عضو المجلس المحلي في إقليم بغلان، إن المدنيين الذين قتلوا في الضربة الجوية كانوا مزارعين، ولا صلة لهم بـ«طالبان» أو أي جماعة متشددة أخرى.
واختتم المبعوث الخاص الأميركي للسلام في أفغانستان الجولة السابعة من المحادثات التي عقدها مع حركة «طالبان» في قطر، بعد ظهور دلائل على إحراز تقدم في جهود إنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة على الإطلاق. ورغم أن مفاوضات السلام مع «طالبان» اكتسبت زخماً جديداً، فإن حدة القتال قد زادت، وما زال المدنيون يتحملون تبعة الصراع الطويل.
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن 3804 مدنيين، بينهم أكثر من 900 طفل، قُتلوا، وأصيب 7000، في 2018، ليصبح أدمى عام بالنسبة للمدنيين خلال الصراع في أفغانستان.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أن قواتها نفذت 116 هجوماً وعملية ضد قوات المعارضة المسلحة (طالبان)، خلال الـ24 ساعة الماضية. وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الأفغانية، إن 12 عملية كانت مشتركة بين مختلف القوات و104 عمليات قامت بها القوات الخاصة الأفغانية، وإن سلاح الطيران شارك في الدعم الجوي والقصف في 32 عملية منها.
وحسب بيان وزارة الدفاع في كابل، فقد شملت العمليات ولايات غزني وفارياب وقندوز وبلخ وميدان وردك وهلمند وننجرهار وفراه وبكتيكا ولوغر وساريبول وهيرات، إضافة إلى ولاية بغلان شمال كابل.
وأشار البيان إلى مقتل 45 من مسلحي المعارضة وجرح 17 آخرين، كما أشار البيان إلى مشاركة قوات حلف شمال الأطلسي بأفغانستان في الغارات الجوية، وتقديم الدعم للقوات الحكومية.
في غضون ذلك، قال مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لرئاسة الأركان المشتركة، إن سحب القوات الأميركية السابق لأوانه من أفغانستان سيكون خطأ استراتيجياً، وذلك مع إحراز واشنطن وحركة «طالبان» تقدماً باتجاه إنهاء الحرب التي تقترب من عامها الثامن عشر.
وقال الجنرال مارك ميلي، قائد الأركان الحالي للجيش الأميركي، والمرشح لقيادة الأركان المشتركة، أمام لجنة القوات المسلحة: «أعتقد أن سحب القوات مبكراً سيكون خطأ استراتيجياً». وعبر عن اعتقاده بأن الحرب ستنتهي عبر تسوية مع «طالبان»؛ مشيراً إلى إحراز «بعض التقدم» في هذا الشأن.
ويقول مسؤولون إن الولايات المتحدة و«طالبان» تقتربان من إبرام اتفاق، يتوقع أن يركز على تعهد أميركي بسحب القوات مقابل تعهد الحركة بعدم السماح باستخدام أفغانستان قاعدة للإرهاب.
وجاءت أقوال الجنرال الأميركي أثناء زيارة له إلى ولاية فارياب شمال غربي أفغانستان؛ حيث تخوض القوات الحكومية مواجهات طاحنة مع قوات «طالبان» بشكل يومي، بعد سيطرة «طالبان» على غالبية مديريات الولاية. ورافق نائب وزير الداخلية الأفغاني الجنرال خوشحال سعادة ونائب وزير الدفاع الأفغاني الجنرال ياسين ضياء، الجنرال الأميركي في زيارته إلى فارياب.
وتقول القوات الحكومية إنها تمكنت من استعادة السيطرة على أجزاء من الولاية، وإبعاد «طالبان» عن مدينة ميمنة مركز الولاية، بعد وصول إمدادات عسكرية ضخمة من كابل، واستخدام الطيران الحربي بشكل مكثف ضد قوات «طالبان» في الولاية.
من جانبها، قالت صحيفة «نيويورك تايمز»، إن ما لا يقل عن 143 من القوات الحكومية قتلوا خلال الأسبوع الماضي، فيما قتل 51 مدنياً في مواجهات بين قوات الحكومة وقوات «طالبان».