هدى مثنى
أعلن الرئيس دونالد ترامب خلال تغريدة له على "تويتر"، أن المرأة الأمريكية هدى مثنى التي انضمت لتنظيم "داعش" عام 2014، لن تعود إلى الولايات المتحدة.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه أمر وزير خارجيته مارك بومبيو بعدم السماح لهدى بالعودة إلى البلاد التي ولدت فيها، فصرح بومبيو بدوره أن المرأة التي تبلغ من العمر 24 عاما، ليست مواطنة أمريكية ولن تدخل الولايات المتحدة.
وفقا لتقرير نشرته "بي بي سي" فإن هدى مثنى سافرت إلى سوريا منذ 4 سنوات، للانضمام إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، وعملت في الدعاية له، وشجعت على شن هجمات على الأمريكيين، وتزوجت ثلاث مرات، وجميع أزواجها قتلوا، وهم أسترالي، وتونسي لديها طفل منه يبلغ 18 شهرا، وآخرهم كان سوري الجنسية.
فرت هدى من التنظيم بعد مقتل زوجها الثالث، لتكون واحدة من 1500 امرأة وطفل أجانب يعيشون في مخيم للاجئين يديره الأكراد، وفي رسالة حصلت عليها "إي بي سي نيوز" قالت هدى: إني فتاة ساذجة وغرر بي، ولم أستمع إلى عائلتي عندما قدمت إلى هنا، لكن عندما رأيت طريقة الحياة وآثار الحرب الرهيبة، وبسبب التفجيرات والجوع والبرد تغيرت كليا، فمعتقداتي ليست كمعتقداتهم، وعند النظر إلى طفلي الجميل، اعرف أن مكاني ليس هو، ولا مكان ولدي.
وتابعت الفتاة في رسالتها: لم أكن أقدر الحرية التي كانت لدي في الولايات المتحدة، لكني أقدرها الآن، وأنا آسفة على كل الكلمات التي خرجت مني، والآلام والمخاوف التي تسببتها لعائلتي ولبلادي.
ووفقا لصحيفة الغارديان فإن هدى قالت أنها أدركت بارتكابها خطأ كبيرا، وأنها أفسدت مستقبلها ومستقبل ابنها وهي نادمة بشدة، فالسنوات الأربع الأخيرة مع الجماعة الإرهابية كانت تجربة مؤلمة، وكانت تموت من الجوع لدرجة جعلتهم يأكلون العشب.
وطلبت مثنى العودة إلى الولايات المتحدة، وأكدت أنها تخشى على سلامتها هناك، لكن السطات الأمريكية تؤكد أن هدى ليست مواطنة أمريكية ولا تحمل الجنسية، كون والدها كان دبلوماسي يمني عند ولادتها، وهو ما يحرمها من الجنسية، لأن القانون الأمريكي يحرم المولدون على الأراضي الأمريكية من الجنسية في حال كان أحد الوالدين يمارس العمل الدبلوماسي.
محامي هدى حسن شلبي أكد أنها مواطنة أمريكية ولدت في مدينة هكنسيك في ولاية نيوجرسي الأمريكية، وأنها أبصرت النور بعد أشهر طويلة من ترك والدها للسلك الدبلوماسي، وأن جوازها الأمريكي كان ساري المفعول عندما مغادرتها للبلاد عام 2014.
وقال في تصريح لوكالة فرانس برس: إن المثنى تريد محاكمة عادلة، وهي على استعداد للذهاب إلى السجن إذا تمت إدانتها، ولا يمكن ببساطة نزع الجنسية عن أولئك الذين يخالفون القانون، في أمريكا واحد من أعظم النظم القانونية في العالم، وعلينا جميعا أن نلتزم به.
وبين تصريحات ترامب وحكومته ومطالبه لأوروبا باستعادة مواطنيها الذين انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي، يظهر تناقض غريب بين مطالبه من الأوروبيين تجاه القضايا الدولية، في الوقت الذي لا يقوم هو نفسه بتنفيذ هذه المطالب.