اليوم، ضمن الجولة الكبرى لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الدولة «الأولى» بالعالم، الولايات المتحدة، تعقد قمة من نوع خاص، قمة سعودية أميركية عن «الترفيه»!
في لوس أنجليس، حيث أرض الفنون والمستقبل، عقدت القمة السعودية - الأميركية بعنوان «مستقبل الترفيه في المملكة» بحضور عدد من الوزراء ورؤساء أهم الشركات المتخصصة بمسألة الترفيه في البلدين.
الأمير محمد بن سلمان، كان قد التقى رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة (وارنر برذرز) للترفيه (كيفن تسوجيهارا) وكبار المسؤولين لعدد من الشركات التابعة للمجموعة. وهذه الشركة، كما هو معلوم، قطب عالمي من أقطاب صناعة الترفيه.
هناك سؤالان، لماذا الاهتمام بالترفيه؟ ولماذا أميركا؟
بالنسبة للسؤال الأول، فلسنا بحاجة للتذكير بأهمية الترفيه في بثّ السكينة وتصريف الوقت في النافع، أو المباح بلغة الفقه، من العمل، ومعنى تزجية الساعات في نشاط معلوم، ومفيد أحياناً، عوض ذوبان قرص العمر الفوار في كأس الفراغ... وكوب التطرف والظلام.
البحث عن الترفيه «غريزة» إنسانية، نجدها مع الطفل الرضيع، حين يشبع ويروى ويدفأ، يبحث عن المرح واللعب فوراً.
أما لماذا أميركا، أيضاً لسنا بحاجة لأن نثبت ريادة أميركا في صناعة الترفيه، فهي معدن الخبرة الأولى عالمياً، وحسناً فعل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالاتجاه نحو «أهل الصناعة» بأميركا.
حسب صحيفة «عكاظ» السعودية فإن الجانب السعودي سيمنح شركة السينما الأميركية المتعددة (AMC)، أول رخصة لتشغيل دور السينما في البلاد.
AMC تمتلك أكبر سوق في تشغيل السينما في الولايات المتحدة، وتعد أكبر سلسلة لدور السينما في العالم وحدها.
نحن أمام «ثورة ترفيه» في السعودية، تعرف تماماً حيوية تنشيط هذا المجال، وأثره الطيب اجتماعياً وأمنياً وثقافياً... واقتصاديا طبعاً.
هيئة الترفيه السعودية أعلنت فبراير (شباط) الماضي عن روزنامة لعام 2018، تتضمن 5500 فعالية في 56 مدينة بمختلف المناطق.
حسبما ذكر الباحث السعودي د. عبد الله الردادي بهذه الصحيفة فإن هيئة الترفيه بالسعودية أعلنت خطتها على مدى 10 سنوات باستثمار يقارب 64 مليار دولار، مضيفاً أن هذا الرقم رغم ضخامته يبدو صغيراً أمام الأرقام العالمية، فحجم صناعة الترفيه على مستوى العالم عام 2014 بلغ 6.1 تريليون دولار، يتوقع وصوله لما يزيد على 2.2 تريليون دولار عام 2019. وفي بحث آخر نجد هذا الرقم المعبر: أميركا وحدها تشغِل أكثر من 3 ملايين شخص بصناعة الترفيه!
حصاد تاريخي سعودي بالجولة الأميركية، بأهمية الاتفاقات نفسها في السلاح والطاقة والسياسة والأمن. مرحباً بكم في السعودية الجديدة.